ثورة ضد أخطر تمييز عنصري سلالي في اليمن

 


لم تكن ثورة 26 سبتمبر ثورةً هدفت لتغيير نظام سياسي فقط، بل كانت ثورةً على نظام تمييز عنصري سلالي بغيض حقاً يحكم قبضتيه على خناق الدولة والمجتمع بكل طبقاته وأفراده.


 


ويكفي ثورة 26 سبتمبر أنها نادت بالمواطنة المتساوية وإلغاء التمييز العنصري السلالي بين الطبقات والأفراد، وأنها قطعت شوطاً كبيراً (أو حتى لا بأس به) في هذا المضمار.


 


صحيح أنها لم تقضِ تماماً على كل التمييزات القائمة والمترسخة وسط المجتمع منذ زمن طويل بين الطبقات والأفراد وحتى المناطق، إلا أنها قضت على أخطر تمييز سياسي واجتماعي وطائفي عانى منه اليمن منذ أكثر من ألف عام وهو التمييز العنصري السلالي.


 


كان نظاما “المسيدة” والتمييز العنصري قبل ثورة 26 سبتمبر مشرعنين في الدولة من قمة الهرم حتى أسفله، وكانا يسيطران ويستحوذان على الوظيفة العامة أيّما سيطرة وأيّما إستحواذ كما يحدث اليوم تماماً، ويسيران بكل زهو وأنفة وفخر وسط الناس كما يحدث اليوم تماماً، بل ويعتديان بالضرب والقتل والسحل وبالسجن (في أحسن الأحوال) على كل من يعترض عليهما أو يقول لهما: أُفّ!


 


وقد أتت ثورة 26 سبتمبر وقالت للمسيدة والتمييز السلالي العنصري: كفى.. قفا هنا!


 


ويأتي من يقول لك: لماذا يحتفل اليمنيون بذكرى ثورة 26 سبتمبر؟


أتعرف لماذا يا أخي؟


أولاً، لأن كل إنسان على وجه الأرض لا بد أن يرفض أي نظام يقوم على التمييز العنصري بناءً على العرق أو السلالة أو اللون أو الدين أو النوع الاجتماعي.


 


وعليه أن يحتفل بأي ثورة أو حركة أو حتى انقلاب يقوم على مثل هذه الأنظمة التمييزية العنصرية الحقيرة..


هذه واحدة من أكبر بديهيات هذا العصر.


وثانياً، لأن نظامي المسيدة والتمييز العنصري السلالي عادا وداهما حياة وزمن اليمنيين المعاصر ببجاحة أكبر.


 


لهذا، يجب على اليمنيين ليس أن يحتفلوا بثورة 26 سبتمبر فقط، بل يجب عليهم أيضاً الآن وحالاً أن يقوموا بثورة 26 سبتمبر من جديد ضد الإمامة التي داهمت حياة وزمن اليمنيين من جديد.


 


المسألة لم تعد تتعلق بمدى حاجتنا للاحتفال بثورة 26 سبتمبر التي حدثت قبل 57 عاماً، بل تتعلق بمدى حاجتنا للقيام بثورة 26 سبتمبر من جديد اليوم أو غداً أو بعد 57 عاماً أخرى إن أقتضى الأمر أو اقتضت الإمامة الجديدة والشنيعة ذلك.


 


 


 

Exit mobile version