تحرير الرئيس أولاً
عبر تاريخنا اليمني كانت الثورات والحروب التي يصطف معها الإخوان تنهزم عسكرياً أو أخلاقياً ابتداءً من ثورة 48 وحتى حرب اليوم.
هؤلاء قطاع الغنائم من يوم معركة أحد، لقد خسرنا الكثير في اليمن بسبب هذا الجماعة التي تعمل لحسابها الخاص وليس لليمن، لكن المصيبة الكبرى اليوم أن ما تسمى بالشرعية هي مؤسسات ومعسكرات إخوانية يراد لليمنيين أن يقفوا إلى جوارها ويعترفوا بها.
إن خطيئة عبدربه الرئيسية هي تسليم كل مقاليد الحكم والإدارة العسكرية والمدنية لهم مع بعض هوامش للآخرين لا تسمن ولا تغني.
إن الغضب الشعبي الذي نلحظة اليوم على الشرعية هو في جوهره غضب من تصرفات الإخوان وعبثهم باسم الشرعية، ويبدو الأمر ماثلاً في القضية الجنوبية، حيث وجد الجنوبيون أنفسهم في مواجهة حقيقية مع الإخوان ومعسكراتهم ومؤسساتهم باسم الشرعية، وكذلك هو الوضع في تعز ومأرب وكل المناطق المحررة.
إن انفصال الرئيس والمؤسسات عن الجماعة أصبح ضرورة لاستعادة شيء من الثقة بالشرعية من جديد، وما لم يتم ذلك فإن الخسارات المتوالية ستنهمر كالمطر على الشرعية تباعا، وذلك يشكل مكاسب إضافية لجماعة الحوثي والمشروع الإيراني القطري في اليمن.
إن تغييب الرئيس واختطافه بهذا الشكل هو من يؤجل التحرير لأي مناطق جديدة، وهو الذي يجعل الجنوب متوجسا وهو من يجعل تعز تفقد الثقة بأي قرارات، ومعها كل أبناء الشعب باستثناء الجماعة التي تسخر كل مقدرات البلد لصالح مشاريعها الخاصة.
الرئيس اليوم بحاجة لمشروع تحرير مكتمل الأركان لمكتبه من هيمنة نائبه وكل أخطبوط الفساد الذي ينهش في جسد الدولة المتهالك، وما لم يتم هذا التحرير لن يكون هناك تحرير ولا انتصار، وستذهب جميع التضحيات لصالح الإخوان والحوثي وجماعات العنف التي تتغلغل في كل فراغات الشرعية المتخمة بالفوضى والضعف والفساد.
يجب أن يكون النداء الأخير بلسان كل اليمنيين: حرروا الرئيس أولاً والشرعية، كي تنجزوا تحرير الأرض.