ليس شماتة أو تشفياً منا، ولكن من أجل التوضيح لمن لا يعلم.. فما حدث للشرعية في كتاف من انتكاسة كان نتاجاً طبيعياً لذلك فقد تكرر المشهد هذا وحدث مسبقًا في عدة مناطق وعدة جبهات منها جبهة الضالع وحجور، والكارثة الكبرى إيقاف معركة الحديدة وتوقيع اتفاق السويد وغيرها من المآسي، حيث لا يزال خذلان الشرعية وتقهقرها مستمراً لتلك القوات التي لم ولن تستطيع أن تحقق أي تقدم أو نصر وما زال هذا حالها، حيث تبدو وكأنها تريد أن يكون الحوثي هو المنتصر والمسيطر في كل تلك المعارك والمواجهات، نتيجة لترهل وتراخي وبُعد قيادات تلك القوات ابتداءً من هادي ومحسن وحكومة عبدالمعين ووزرائه الضعفاء وأولهم المقدشي وغيره وصولاً إلى آخر قيادي إصلاحي لا يزال قابعاً إلى هذه اللحظة في فنادق الرياض والذين استغلوا مناصبهم جميعاً منذ بداية الحرب في اليمن وتركوا واجباتهم وما كلفوا به واتجهوا إلى نهب وسلب أموال اليمن وخيراته ومقدراته وكل ما يخصه في داخل الوطن وخارجه وتحويلها لمصالحهم الشخصية، متجاهلين أبناء جلدتهم الذين ما يزالون قابعين في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الكهنوت الحوثية، ناصبين العداء والحقد لرفاقهم وإخوانهم في المناطق المحررة في المحافظات الجنوبية وفي الساحل الغربي.
كل هذا وذاك كان قد حذر منه العميد الركن/ طارق محمد عبدالله صالح، قائد المقاومة الوطنية عضو القيادة المشتركة، في كل أحاديثه وخطاباته ومقابلاته فهو المحب لوطنه والحريص على أبناء شعبه، وهو القائد العسكري الأكثر معرفة بالحوثيين وما هي أهدافهم السياسية وخططهم العسكرية وأساليبهم الخداعية خصوصاً في تعاملهم مع حلفائهم من المكونات السياسية وشيوخ القبائل وعموم أبناء الشعب اليمني.
ففي تاريخ 21/2/2019م وخلال مقابلة أجرتها معه صحيفة “الاندبندنت” البريطانية أكد من خلالها قائد قوات المقاومة الوطنية، أن التراشق الإعلامي الصادر عن اصطفافات 2011 كان له دور سلبي في إضعاف الجبهة الداخلية، وتمكين الحوثي من السيطرة، مستغلاً المكايدات بين الفرقاء، حيث قال: “ما يحدث بين فترة وأخرى من مناوشات وتراشقات سياسية وإعلامية بين المكونات الوطنية على خلفية اصطفافات أزمة العام 2011، وانخرطت فيه مؤخراً بعض القيادات الوازنة في البلد أمر مؤسف، يؤكد أننا كيمنيين لم نستفد بعد من دروس الماضي القريب والبعيد، ولم ندرك حتى اللحظة المخاطر والتحديات التي نواجهها.
وأضاف العميد طارق صالح: استغل الحوثيون هذا الاختلاف الذي أفرزته الأزمة والتي عصفت باليمن في العام 2011، لاختراق الصفوف والنفاذ بمشروعهم الكهنوتي الرجعي المتخلف ونجحوا في ذلك، فالحركة الحوثية منذ نشأتها وحتى اليوم وهي تمر بأضعف مراحلها، لكن الحوثيين تحركوا طيلة الفترات الماضية عبر استراتيجية اختراق المكونات السياسية والوطنية وتعميق الخلافات بينها والتحرك ضمن مساحات الصراع والعمل على تحييد الأطراف للانفراد بكل طرف على حدة وتصفيته حتى تمكنوا من إقصاء الجميع.. ولكن للأسف لم يعِ البعض هذه الاستراتيجية الشيطانية، وما زال يستدعي أسباب الفرقة والخلاف رغم وضوح العدو والمخاطر، وما يزال البعض ينتهج الخطاب التحريضي الذي يفرق ولا يجمع، بدلاً من العمل سوية على توحيد الخطاب والصف الوطني والتخندق في مواجهة الحوثيين والتصدي للمشروع الإيراني الذي يستهدف كينونة الدولة والمجتمع ويخطط لاختطاف اليمن لألف سنة قادمة وتدمير هويتها وموروثها الثقافي والحضاري الضارب في عمق التاريخ.
ووجه العميد/ طارق صالح في ختام حديثه دعوة لكل المكونات اليمنية وقال: “أنا من هنا أوجه دعوة صادقة لكافة القوى السياسية والوطنية والنخب ورجال الصحافة والإعلام إلى مغادرة خندق 2011، وطي صفحة الماضي بكل تراكماته، فالجميع أخطأ بحق الوطن وبحق أنفسنا، والتخندق في معركة الدفاع عن الوطن ومكتسباته واستعادة كرامة وعزة اليمنيين وإنقاذ بلدنا وشعبنا من هذه الأوضاع المأساوية التي نعيشها على كافة الصعد”.
هذا هو العميد/ طارق صالح.. وهذا هو خطابه ونهجه وهدفه، فهل ستعي الشرعية ذلك؟