مقالات

الحوثيون ومبادرة التهدئة مع السعودية

 


بعد أيام من إطلاق الحوثيين لمبادرة التهدئة مع السعودية، أعلنَ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لقناة “C.B.S” الأمريكية تصريحاً يحاكي فيها تلك المبادرة، قائلاً: (نحن لا نريد الحرب، والخيار الأفضل هو الخيار السياسي، فالحرب في اليمن كانت من أجل دفع الحوثي إلى طاولة التفاوض فقط).


 


ليتبعه بعد يومين شقيقه نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان بتصريح مطابق لتصريح الأمير ويصب بذات السياق في معرض تعليقه على مبادرة الحوثيين، قال فيه: (…التهدئة التي أعلنت من اليمن تنظر لها المملكة بإيجابية).


 


وهذا التوجه السعودي صوب التهدئة أكدته “الجمعة” وكالة رويترز.


 


باختصار، الطرفان الرئيسيان بهذه الحرب: السعودية والحوثيون كل منهما بات يتمنّــى وقف الحرب اليوم قبل بكرة، ولكن على استحياء، حيث يود كل طرف ألّا يظهر بمظهر التواق لوقفها لئلا يبدو هو أول من صرخ من عض الأصابع.


 


فالسعودية التي أخفقت في هزيمة إيران باليمن كما تصورت ذات يوم حين حرفتْ تصنيف الصراع باليمن من صراع على السلطة إلى صراع سعودي إيراني باليمن، أدركت، أي السعودية، أخيراً حاجتها للخروج من هذه الربقة الملتفة حول عنقها بعد أن اُستدرجتْ إلى الشرَك اليمني الذي وضع حبائله لها قوى طائفية بالداخل السعودي وقوى دولية عظمى معروفة، وهي فعلاً تتلمس الخروج من هذا الوضع الشائك.


 


وبالمقابل يسعى الحوثيون للخروج من هذا الإنهاك الذي طال أمده وهدَّ حيلهم بقسوة طيلة خمسة أعوام، ولو بتقديم تنازلات يكون ثمنها بقاؤهم مستقبلاً قوة سياسية وعسكرية وجماهيرية لها وزنها وحضورها بالساحة-، وفقا لمنطق: التنازل الذي يحفظ الكرامة هو بحد ذاته انتصار.


 


نحن هنا نُــشير إلى الطرفين فقط: السعودية -ومعها إلى حدٍ ما الإمارات- والحوثيين، دون غيرهما كونهما من يمتلك حق اتخاذ القرار بوقف الحرب أو مواصلتها في شمال اليمن على وجه التحديد، أما باقي القوى فهي ليست أكثر من كمالة عدد، باعتبارها (أذناباً تتبع الرؤوس دوماً)، يحتويها المعطف الخليجي بإحكام، ورأيها بالقرارات المصيرية كقرار وقف الحرب أو استمرارها ليس مطلوباً ولا ذي أهمية تُــذكر عند (الرؤوس).!


 


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى