سوريا وغزوة الخليفة ودعم الإخوان
حين جرد السلطان سليم الأول حملته على الشام ومصر غطاها بنداء ممن يسمون العلماء في الشام.
هكذا في البداية.. رجال آل الدين في الشام دعوا السلطان لإنقاذ الدين من المماليك المسلمين.
وتنبه سلطان مصر العجوز قانصوه الغوري ولاقاه في الشام وكاد يهزمه في معركة مرج دابق لولا خيانة قائد الميسرة في جيشه خاير بك وهو مملوكي كان والياً على حلب.. قاتل الغوري حتى قتل.
كان هذا يدرك أن أمن مصر يبدأ بالشام، كما عرف تحتمس الثالث من قبل وقطز وبيبرس وجمال عبدالناصر أستاذ التاريخ العسكري والمحارب الذي قاتل في فلسطين وصمد في الفالوجا بعد فضيحة تسليم الملك عبدالله اللد.
بعد مقتل مقت قانصوه ولى أمراء المماليك ابن أخيه طومان باي ذلك الشاب الذي جمع جيشاً على عجل ولم يستطع رد سليم شاه الأول من أبواب القاهرة، لكنه نظم مقاومة تفاصيلها تذهل قادة الكفاح المسلح في العصر الحديث ماو تسي تونغ والجنرال جياب وكاسترو وجيفارا.
ثم حين تعرض للخيانة من واحد من الأعراب واجه السلطان القادم من الاستانة بتحدٍ وسخرية.
وسيق طومان باي إلى الإعدام في باب زويلة بواسطة مئتي جندي من الانكشارية الأتراك وهناك كان المصريون متجمعين لتحية بطلهم وقد طلب منهم أن يقرأوا عليه الفاتحة ثلاث مرات.
ولما انتهوا التفت إلى السياف: والآن نفذ مهمتك أيها الجلاد، وعلق رأسه في باب زويلة، وعلقت رؤوس الثوار في أبواب القاهرة وشوارعها.
إلى هنا تبدو الصورة عادية.. غازي انتصر بالخيانة، وربما كان متفوقاً بقوة النيران.
لكن السلطان الخاق ابن الخاق خادم الحرمين الشريفين (حتى وقت قريب كنت أظن أن لقب خادم الحرمين الشريفين استحدثه الملك السعودي فهد، وقبل سنوات عرفت أنه رداء دجل لبسه المستعمرون الأتراك من قبل) ملك البر والبحر خليفة المسلمين، أخذ كل شيء من مصر.
أباح لجنوده النساء نهب الأموال استباح الحرمات.. حمل السفن بأبواب الجوامع وجدران الحمامات والرخام.
حمل كل ما هو ثمين ورخيص… حلي النساء وأحذيتهن.. نقل الخفيف والثقيل إلى الاستانة.
أخذ معه كل الحرفيين والصناعيين بالقوة ليحرم مصر من أسباب التقدم ويصنع بهم نهضة في تركيا.
كان ذاك خليفة المسلمين…. وكان هذا الذي يرسل إلى سوريا جيش محمد خليفة آخر للمسلمين جديداً وصفيقاً.
وهذا السلطان الصفيق والصغير، هذا لديه دعوة من العلماء، أليس الإخوان المسلمون علماء؟