الإصلاح وتدجين تعز في حالة اللاحرب واللاسلم

 


صحيح أن الحصار المفروض على مدينة تعز يُمَثِّل مشكلة حقيقية لساكني المدينة، لكن إنهاء هذا الحصار لا يمكن أن يكون عبر استجداء العدو، أو تَسَوُّل الأمر منه.


 


ومساعي الوساطات الجارية من أجل فتح جزئي للحصار، هي مجرد تَسَوُّل باسم “أهل تعز”؛ مجرد استجداء لقاتِل لا يهتم بمعاناتهم، بل هو من صنعها كنوع من العقاب الجماعي لهم، لأنهم لم يقبلوا الخضوع لهيمنته وطغيانه.


 


والمؤكد أن مساعي الوساطة الجارية لن تُنهي المأساة التي يعيشها ساكنو مدينة تعز؛ فحتى لو وَجَّهَ القاتل بفتح الحصار من “الحوبان”، فسيكون بإمكانه إعادته متى أراد، وسيبقى أهل تعز عُرضة للاعتقالات وأعمال القصف.


 


والأحرار لا يقبلون أن تبقى حياتهم معلقة في يد قاتِلهم.


 


وإلى هذا، فهذه الوساطة تُعَزِّز، دون قصد، من التدجين الحاصل لتعز، وإبقائها تحت هيمنة وسيطرة مليشيا الحوثي وحزب الإصلاح.


 


وقد رأينا كيف أن كثيراً من أبناء تعز تعلَّقوا بأمل أن “يتكَّرم” الحوثي بفتح الحصار عن مدينتهم من جهة “الحوبان”، بينما يفترض بهم مطالبة القابضين على السلطة في المدينة القيام بهمة كسر الحصار بالقوة، واستكمال تحرير كل المحافظة.


 


يُفترض بأبناء تعز التحرُّك الجاد من أجل كسر الحصار بالقوة، وليس التعلُّق بأمل أن يأتيهم الخلاص من عدوهم/ قاتلهم.


 


لسنا هنا في معرض انتقاد شوقي هائل، لأننا نعرف أنه قام بمساعي الوساطة مدفوعاً برغبة صادقة لإيقاف المأساة اليومية التي يعيشها ساكنو مدينته.


 


ما نريده هنا هو الإشارة إلى أصل المشكلة.


 


إذا كانت مليشيا الحوثي تتحمل مسؤولية حدوث هذه المأساة، فالقابضون على زمام السلطة في تعز يتحملون مسؤولية استمرار المأساة/ الحصار حتى اليوم؛ لأنهم تخلُّوا عن مهمة استكمال تحرير تعز من قبضة مليشيا الحوثي.


 


يتبع هؤلاء حزب الإصلاح، وعلي محسن الأحمر، وقاموا، طوال الفترة الماضية، بتدجين تعز في حالة اللاحرب واللاسلم.. وذلك، صَبَّ/ يَصُبّ في صالح الحوثي.


 


والحال كذلك، صار على حزب الإصلاح القيام بمهمة استكمال التحرير، أو التراجع إلى الخلف، والسماح لأبناء تعز القيام بذلك.


 


ولو لم يكن “الإصلاح” مسيطراً على السلطة في تعز ما كنا طالبناه بشيء.


 


ولو لم يكن تولَّى جبهة الحرب في “نِهْم” ما كان تم تحميله مسؤولية إيقاف القتال في هذه الجبهة منذ سنوات.


 


* من صفحة الكاتب على الفيسبوك


 


 


 

Exit mobile version