مقالات

“إخوان اليمن” كتلة الحقد

 


هنالك الكثير من الأنقياء داخل حزب التجمع اليمني للإصلاح لكن لا صوت لهم؛ فصوت الحقد الذي يتبناه الجناح الإخواني داخل الحزب هو الأقوى والمسيطر على سياسة الحزب ووسائل إعلامه.


منذ سبع سنوات وخطاب كتلة الحقد الإخواني تلك لم يتغير مع كل ما حل باليمن واليمنيين من متغيرات مأساوية؛ تفرض علينا جميعاً اعادة رسم اهدافنا وترتيب أولوياتنا ونسيان صراعاتنا وتوحيد مشاريعنا لمواجهة الجائحة الحوثية؛ التي لم تُسقط السلطة في اليمن فقط؛ بل أسقطت الدولة والمؤسسات والدستور والقانون والنظام الجمهوري نفسه؛ وتسعى لتعميم ثقافتها السلالية وأفكارها المتخلفة داخل المجتمع لفرض واقع فكري وطائفي ومن ثم سياسي جديد خلال سنوات قليلة سَيُجبَر العالم والإقليم على التعامل معه.


تستمر كتلة الحقد تلك في الحديث عن الرئيس السابق صالح وحزب المؤتمر ومناصريه وما تبقى من وحدات وحتى أفراد وضباط حرس جمهوري وأمن مركزي وكأننا في فبراير ٢٠١١م؛ تنتج مخاوف منهم وتشكك فيهم وتحذر منهم وتحرض عليهم بشلال من الكراهية والحقد وكأن صالح لا يزال في دار الرئاسة وبيده كل مؤسسات الدولة.


كتلة الحقد تلك التي عاشت وترعرعت وأثْرَتْ وتسلطت على المجتمع وعلى مؤسسات الدولة المختلفة وعاشت أوج مجدها وتحولت الى حزب كبير ومؤثر في عهد صالح ما شكل عبئاً على نظامه أدى في النهاية الى سقوطه؛ هي التي تتبرأ منه اليوم.


كتلة الحقد تلك تبالغ في الهجوم على صالح وعهده وكل ما له صلة به لتُنسِي الناس مسؤوليتها عما حل بالبلد منذ حرب صيف ٩٤م –وحتى ما قبله- والفتاوى التي اصدرها مشايخها ضد الحزب الاشتراكي والجيش الجنوبي واستحلوا بها حتى دماء النساء والأطفال في عدن.


كتلة الحقد هي التي دفعت صالح لحروب صعدة الست مع الحوثيين مع انه كان من الأيسر والأقل كلفة مواجهتهم وسحقهم فكرياً عندما كان المتحمسون منهم للقتال لا يتجاوزون الخمسين؛ وتحولوا بعدها الى قوة كبيرة خلال سنوات قليلة من حرب استخدمت فيها كتلة الحقد تلك أبشع وسائل التحريض الطائفية والمذهبية وحتى العرقية ما صنع تحول في حركة الحوثيين ودفع بها لتمثيل كتل مجتمعية كبيرة شعرت أنها مستهدفة من كتلة الحقد تلك.


كتلة الحقد تلك ساهمت بأكثر من 85٪؜ من المآسي والكوارث التي أحدثها نظام صالح ثم قفزت من سفينته وسعت بكل الوسائل للظهور بعيدة عنه وعن نتائج حقبته التي كانت شريكته فيها بل وأداته القذرة في كل معاركه، وضابط الأمن السياسي محمد اليدومي “زعيم كتلة الحقد” الذي مات الكثير على يديه أثناء التعذيب خير دليل على أن تلك الكتلة بشحمها ولحمها وقياداتها وعلمائها كانت الأداة القذرة لنظام صالح.


كتلة الحقد تلك هي التي استولت على قرار الساحات في ٢٠١١م وسعت للحوار مع صالح واقتسمت معه السلطة وسحقت كل شركائها في التظاهرات والاعتصامات وشجت رأس زميلها في المخيمات النائب احمد سيف حاشد وهو يطالب بحقوق جرحى فبراير وضرب حتى أدمي امام مجلس رئاسة الوزراء التي كان يديره حميد الأحمر أحد أركان كتلة الحقد عبر سالم بن طالب والذي كان مشرف الكتلة على باسندوة.


كتلة الحقد تلك لم تترك اشتراكياً ولا ناصرياً ولا سلفياً ولا حراكياً جنوبياً ولا حليفاً لها الا وفَجَرَت في الخصومة معه، وما يحدث في عدن والجنوب وتعز ومأرب ومدن ومناطق أخرى خير دليل.


كتلة الحقد هي التي دعمت الحوثيين لإسقاط مدينة صعدة في ٢٠١١م وبها حوالي ١٣ لواء ووحدة عسكرية وأمنية وسمت وبلسان حميد الأحمر تلك العملية ثورة، ويمكن للمتابع الاستماع لحميد الأحمر عندما كان ناطقاً باسم الحوثيين وهم يسحقون الشيخ البطل عثمان مجلي الجمهوري العتيد الذي خذلناه جميعاً في تلك المعركة في خضم صراعنا مع صالح ونظامه.


كتلة الحقد هي التي هيكلت وحدات الجيش وطعمت كل وحدة ببضع مئات من مقاتليها العقائديين والحزبيين ما أدى في النهاية الى تفكك تلك الوحدات ورفع مستوى الاستقطاب داخلها ما جعلها لقمة سائغة للحوثيين.


كتلة الحقد تلك هي التي تنكرت لعلي محسن الأحمر في خضم معركته مع الحوثيين وقال كاهنها الأعظم محمد اليدومي عبارته المشهورة “لسنا أبو فاس”.


كتلة الحقد تلك لا تزال الى اليوم هي العقبة الأهم أمام توحد الصف الجمهوري لمواجهة كهنوت الإمامة العائد بقوة بثوب ما يسمى المسيرة القرآنية وتنظيرات قرآنها الناطق.


كتلة الحقد تلك هي التي تسخر من صالح وتُجرح فيه حتى بعد أن قتله الحوثيون وهو يقاتلهم من داخل منزله وتسعى للتواصل والتحالف تمهيداً لايجاد تسوية من تحت الطاولة مع قاتليه وبوساطة قطرية تركية إيرانية.


كتلة الحقد تلك هي التي تأكل من خيرات السعودية وفيها يستضاف قادتها والكثير من كوادرها وقواعدها لكن قلبها وعقلها مع قطر وتركيا وتطعن المملكة في الظهر كلما أتيحت لها فرصة.


كتلة الحقد تلك هي التي قال أحد روادها وهو حميد الأحمر من اسطنبول قبل سنتين ان تركيا بلاد الخلافة الاسلامية وعاصمتها عاصمة المسلمين متجاوزاً مكة والمدينة ومتناسياً ما فعلته المملكة لجماعته وقادتها عندما فروا من امام “سبعة حوثيين” فور وصولهم الى مذبح حد قول الكاتب والصحفي المتميز محمد عايش.


كتلة الحقد التي يشكك رموزها ووسائل اعلامها ليل نهار وهم في فنادق الخمسة نجوم في جهود طارق صالح المتواجد في أرض المعركة ضد الحوثيين وهو المعرض في اي وقت لصاروخ او كمين حوثي يقتله كما قتل الكثير ممن قاتلوا الكهنوت السلالي خلال السنوات الماضية.


كتلة الحقد لها دول تمولها كقطر وتركيا ولها قنوات تعبر عنها كالجزيرة ويمن شباب وسهيل ولها رموز يديرون مطابخها كحميد الاحمر وتوكل كرمان ولها كتاب ينظرون لها كالطبيب المقيم في ألمانيا ولها رخاص وتافهون وأرجوزات ومهرجين يعبرون عنها كالربع والأضرعي وغيرهم من الكتاب والصحفيين “أبو بقشتين”.


كتلة الحقد هي التي تتقارب مع مشروع الامامة الحوثي بقدر تقارب قطر مع إيران وتتباعد عن القوى الوطنية والمشروع الجمهوري بقدر تباعد قطر عن السعودية.


كتلة الحقد تلك مركز الكون لديها قطر -وتتغير مواقفها تبعاً لتغير مواقف ذلك المركز- ومرجعها القرضاوي وتميم وأمها موزة وعملتها الريال القطري وآآآخر همها اليمن واليمنيين.


كتلة الحقد تلك هي التي تكاد تتماها مع مشروع الحوثيين وتستنسخ حتى مصطلحات مطبخه الاعلامي ولم يبق الا أن تردد صرختهم وتحارب خصومهم في الداخل والمنطقة ابتداء بالمملكة والتحالف وانتهاءً بأي كاتب او صحفي يغرد خارج سياق مشروعها.


كتلة الحقد تلك من السهل عليها تخوين وسوق الاتهامات الباطلة والجزافية لمن يختلف معها ويعارض أفكارها ومشاريعها العابرة لليمن والمرتبطة بمحاور اقليمية لمجرد أنهم لا يتوافقون مع سياستها ولا مع مشاريع الدول والجماعات والجهات التي تمولها.


كتلة الحقد تلك تصادر قرار حزب الاصلاح وتتلاعب بمشاعر وتوجهات جماهيره العريضة وتحول الكثير الى طابور خامس يطعن ظهر القوى الوطنية التي تخوض المعركة مع الحوثيين ومخططات إيران في اليمن.


كتلة الحقد تلك هي التي تُجمد الجبهات التي تحت يدها وتخزن السلاح والاموال التي تصرف لها وتستعد لما بعد احتمال سقوط سلطة الحوثيين لتسلم اليمن على طبق من ذهب لقطر وتركيا ومن خلفهما إيران باعتبارها مشروع بديل للحوثيين وأكثر قدرة على مواجهة الامارات والمملكة في اليمن.


كتلة الحقد تلك مستمرة والى هذه اللحظة في بث خطاب الكراهية بين مختلف مكونات المجتمع اليمني وزرع الفتن ودق الأسافين ما يحول دون توحيد الصف لاستعادة الدولة والجمهورية.


كتلة الحقد تلك بحاجة الى صدمة من كل كاتب وقادر تخرجها من صراع 11 فبراير وتقول لها: لم تعد هناك دولة ولا مؤسسات ولا حتى جمهورية وعلينا فتح صفحة جديدة ورمي خلافات واختلافات وصراعات ومعارك 11 فبراير وراء ظهورنا الى حين.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى