قصة من السرقات باسم شهداء تعز

 


كنت مستشاراً لمحافظ تعز قبل ثلاث سنوات، وحينها وصلت من التحالف مبالغ مالية تخص أسر الشهداء قدرها ثلاثة ملايين ريال سعودي، لم يكن المبلغ الأول ولا الثاني.. حيث كان قد سبقته مبالغ لا نعلم بها ولا أين صرفت؟ كانت قيادات الإصلاح، باسم المقاومة تتصدر لاستلامها، ومن خلال لوبي في الرياض وتعز تدار الأمور المالية باحترافية بالغة.


 


كان العدد المحصور من الشهداء في ذلك الوقت لم يتعد قرابة الألف، تم تكليف سمير الصبري، ولم يكن قائد المحور آنذاك بعد، بالإشراف على صرفها، وكنت عضوا بلجنة الصرف عن السلطة المحلية بترشيح من المحافظ.


 


كانت مهمة اللجنة التدقيق بالكشوف وسلامة الصرف، وهي المرة الأولى التي تشارك فيها السلطة المحلية، لأن من كان يدير كل شيء قبل ذلك هو مجلس يسمى مجلس تنسيق المقاومة أعده وأخرجه الإصلاح وقوامه منهم مع بعض الرتوش للأحزاب في الجلسات التصويرية، دون مشاركة أو دراية بشيء.


 


وعندما شرعنا بالعمل بعد مماطلة وتهرب لأيام عن انعقاد اجتماع أولي للجنة لتدارس العمل والاتفاق عليه فوجئت أولاً أن اللجنة كل أعضائها من الإصلاح وأن جمعية رعاية الإخوانية هي من تجهز الكشوف، ووجدنا أسماء قديمة لأشخاص توفوا قبل الحرب وأسماء أخرى لا علاقة لهم بالشهداء تم دسهم بالكشوف وأسماء لشهداء سقطت أو أسقطت، من المؤكد أن غيرهم كثير، اعترضت وتواصلت مع المحافظ وخالد فاضل قائد المحور حينها، وطالبت بمراجعة الكشوف لا سيما وأسماء تم إسقاطها، بحسب إفادة مندوب كتائب أبوالعباس واللواء 35 لم يقبل اعتراضي ومضت اللجنة في طريقها في تزوير كل شيء، وعلمت أن مبالغ قبلها قد تم نهبها بأسماء وهمية.


 


كانت اللجنة مستعجلة بالصرف واعتماد ما جاء من كشوف جمعية رعاية، أدركت أن المحافظ لا يريد الدخول بمهاترات وجعل الأمر يتم كما أرادت لجنة الإصلاح، وبعد شجار طويل وصل للشارع دون جدوى أبلغت المحافظ والمعنيين أن الأمر فيه سرقة واضحة.


 


طلبت مني اللجنة التوقيع على الصرف ضمن أعضاء اللجنة كي أتسلم المكافأة الخاصة لكل عضو باللجنة.


 


قلت لهم هذه جريمة بحق الشهداء ولا يمكن تتم.


 


وتبين لي أن خالد فاضل والمحافظ لا حول لهما ولا قوة، وأن السلطة الخفية هي من تدير كل شيء.


 


كنت لا أزال على علاقة لا بأس بها وما زلت أحاول المعارضة من داخل جبة المقاومة ولم أصرح للإعلام بعد، ولم أكن قد أعلنت فسادهم للجميع.


 


رفضت وأعلنت استقالتي من اللجنة وأيضا كمستشار للمحافظ، ونشرتها حينها في صفحتي على الفيس، علها توقف المهزلة، ولكن كان الإصلاح حينها لا يهتم بأي معارضة لما يقوم به من فساد، وكانت الأقلام التي تنتقده قليلة حيث ارتدى الإصلاح ثوب المقاومة، وأن من ينتقده فهو ينتهك حرمة وقداسة المقاومة ودماء الشهداء.


 


لذلك كان يسكت الجميع بتهمة تشويه المقاومة والفعل المقدس.


 


وبالفعل واصلت اللجنة الصرف وسلمت بعض المبالغ لقادة الألوية، وبالطبع تم نهبها مع توزيع الفتات للبعض، ولم تفلح استقالتي ولا الاعتراض بشيء، وتوالت الأموال تصل وتسرق بنفس الطريقة، ولا تزال، ومثلها مخصصات الجرحى.


 


التحالف كان يرسل كل الأموال التي يطلبون ويترك لهم حرية الصرف.


 


أورد اليوم هذه الواقعة من حكم مشاركتي مع قيادات المقاومة في السنتين الأوليين للمقاومة كي توثق مع غيرها من شواهد الفساد التي أخرت الانتصار وحولته إلى تجارة ومغانم ومصدر لإثراء قيادات الإخوان في تعز، في وقت أصبح الجميع يدرك ذلك.


 


ولا تزال هذه القيادات تعبث دون رقيب مع توطؤ واضح من حكومة الشرعية المخترقة.


 


وتزداد أوجاع أسر الشهداء ويتشرد الجرحى وباسمهم تنهب الأموال، وسيظل ذلك إلى حين الخلاص وتحرير تعز من مليشيات الإخوان والحوثي معاً.


 


 


 

Exit mobile version