رسالة الى رسول الله بذكرى مولده

 


بذكرى ميلادك الـ1494 يؤسفني أن أبعثُ إليك هذه الرسالة؛ لأُحدّثك عن آخر المستجدات بأرض الحكمة والإيمان؛ والتي أحدثها من يدعون كذبا وزورا وبهتانا انهم احفادك أبناء أبنتك فاطمة.


 يعيشُ اليمن واليمنيون منذُ خمسة أعوام وضعٍ مأساوي وظروف معيشية وأمنية وصحية، ونفسية صعبة للغاية، نعيش الخوف، والمرض، والعنف، والموت، والجهل، والتشرد، والفقر، والجوع؛ نتيجة حربٍ ظالمة فرضها علينا من يدعون كذبا انهم أحفادك.


يحاربونا بإسم الدين واسمك، يقتلونا بدعوى الثأر للحسين، يقتلونا بسيف الطائفية وبمعتقداتهم الخرافية بأحقيتهم في الولاية، وقدسية نسبهم إليك.


 خمسة أعوام من حربهم المستمرة علينا، نتيجتها عشرات الالآف قتلى، ومئات الآف الجرحى، وملايين المشردين، لقد دمّروا المنازل، وفجّروا دور العبادة، والمدارس والجامعات، صادروا الرواتب، ونهبوا البنوك وخزينة الدولة، وحولوها لأرصدتهم الخاصة، قطعوا الطرقات، وحاصروا المدن والقرى، لقد غيّبوا الإبتسامة عن البلد السعيد، أصبحت مآسينا اكبر المآسي


 بالكوكب.


أراقوا الدماء، وقتلوا الطفولة والنساء، والشيوخ، والمسنين، واعتقلوا الأبرياء، ودمروا الحرث والنسل، وطعنوا في الأعراض!


لا تنصدم يا رسول الله، لقد فعلوا ذلك، بل وطعنوا بزوجتك عائشة.


نعيشُ في يمنٍ أنهكته جروح الحرب، نساء مكلومة يبكين استشهاد و اعتقال ابنائهن وأزواجهن، وأطفالٌ يتألمون لفراق ابائهم، ومعتقل خلف القضبان يتساءل عن اسباب اعتقاله، ومشرد تائه في عتمة ليالي قاسية ومثلجة، وفقير متسول جعل الحصول عن لقمة عيشه سقفاً لكل كفاحه.


وفي ظل هذه الكوارث التي كان يجب ان يبحثوا عن حل لها ولو من باب الإنسانية لا المسؤولية، إلا أنهم استغلوا قدوم ذكرى ميلادك استغلالٍ مقيت، ودشنوا حملات واسعة للنهب والسلب والسرقة، وابتزاز رجال الأعمال والمحلات التجارية، وفرضوا جبايات، وجمع أموال ضخمة، وصرفوا المليارات لطلاء جدران مباني وشوارع العاصمة ومدن عديدة باللون الأخضر، وإنارات بذات اللون، وطباعة لافتات تحمل شعارات طائفية؛ استعداداً لإحتفالهم بمولدك، ولترويج أفكارهم الخرافية، وقدسية النسب.


نهبوا بإسمك، وبإسمك صرفوا المليارات لإقامة احتفال بشعارات طائفية، في حين لا نجد ما نسد به جوعنا.


لا تضحك يا رسول الله، لقد فعلوا ذلك، بل وصل بهم الحال   مطالبين اليمنيين بدفع مبالغ بإسمك وعبر شركات الاتصالات وبرسائل نصها :”عزز حبك بالنبي بإرسال 100 ريال”، وستذهب تلك المبالغ لأرصدتهم بالبنوك.


يحلم اليمنيون اليوم برفع ظلم من يدعون انهم أحفادك عنهم، بانتهاء حربهم الظالمة، نحلم بعودة القابعين بالسجون، وإعادة الأمن والسلام، ومؤسسات الدولة، والراتب والحياة.


 


 

Exit mobile version