دين المساواة وخرافة “السلالة”!
عندما كانت قريش تتباهى بالأنساب وتسمي أبناءها ب”أسياد العرب ” أتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بدين المساواة الذين جعل “الناس سواسية كأسنان المشط” الدين الذي فيه “لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى” دون “سيد” أو مسود..
الدين الذي ختم به الله سبحانه وتعالى الديانات ب”خاتم الأنبياء والرسل “، وهذا النبي الخاتم قال فيه الله في محكم آياته {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النبيين}..
ومن المنطق أن عدم الإيمان بمساواة الدين للناس، وعدم الأفضلية لجماعة على أخرى أو سلالة أو قبيلة أو عشيرة إلا بتقوى الله، واعتبار النبي أب أحد من رجال أي طائفة أو جماعة هو مخالفة لما ذكر لنا الله ورسوله، والمخالفة تعد خروجاً عن الدين…
والكارثة أن يكون هؤلاء الخارجون هم من يدّعون انتسابهم لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويعتقدون بأفضليتهم دون سائر العالمين، وأنهم ليسوا متساين مع الناس ولهم المنزلة الأعلى والناس أدنى، بل وإن الناس عبيد لهم وما يملكون، ولهم الحكم ب”الحق الإلهي” وما دونهم محكومون ومسودون.
ثم يفرضون كل ذلك باعتبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أبوهم، في مخالفة صريحة لقوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ}..
ثم يغدقون ممارسات كارثية من إجرام وسرق ونهب ودجل مبين باسم هذا الادّعاء، فيما الله سبحانه وتعالى قد قضى في الأمر بشكل نهائي لا يقبل التأويل ودحض زيف ادعائهم قبل آلاف السنين من وجودهم، والله سبحانه وتعالى قدر بعدم وجود أبناء للرسول صلى الله عليه وسلم لحِكم كثيرة هذه إحداها، ثم أنهى المسألة بصورة لا تقبل الجدل ولا التأويل ولا النقاش ولا التفاوض، والله سبحانه وتعالى قوله منزه عن البشر وكلامه منهاج حياة أزلي.
لذلك الله ورسوله بريئان مما يفعله أدعياء السلالة من إجرام وظلم وتجبر واستعلاء على عباد الله بادعاء خرافي كاذب لا علاقة لهم به…
وباعتقادي لا يوجد شعب عربي مسلم عانى من كوارث سلالة الادعاء الهاشمي أكثر مما عاناه اليمنيون استغلالاً لحب بني قحطان للدين والرسول منذ أن قدم المجرم الهادي الرسي وحتى اليوم.
فيما كان ابن خلدون ذكر في مقدمته أن الدِّعي الرسي قدم من “اذر بيجان”، والتي تعد حاليا أكبر أقاليم إيران، ثم تبع ذلك بالآلاف من أتباعه للسيطرة والإمساك بزمام الأمر في اليمن وادعى جميعهم بهتا بعد وصولهم اليمن أنهم من نسب الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم لا علاقة لهم بالرسول نهائيا، في وقت أنهم من جينات غير عربية تعود إلى فارس المعروفة بإيران حاليا..
وهذا ما يتماشى مع ما ذكر في القرآن بأنه لا نسب لأحد بالرسول، وليس النبي محمد أبا لأحد، مثلما يتصادم ادعاء السلالة مع قاعدة المساواة التي أتى بها دين الإسلام..
الله ورسوله بريئان مما يقترفه دعاة السلالة باسم “النسب” المتعارض مع القرآن والدين.