مقالات

مدنية عدن تحت المجهر!!

كل نقاش سياسي يستبدل المصلحة الجمعية بالهوية الضيقة، ومعايير الكفاءة والمهنية بمعايير الانتماء المناطقي… هو نقاش رجعي وغوغائي وغير مجدٍ..


 


العدني هو من يدرك عن كثب مشاكل هذه المدينة المكلومة، ويمتلك تصورات واضحة لكيفية التعامل معها.. وهذا المعيار الذي يجب أن يؤخذ به عند تعيين أي محافظ أو مدير أمن دون المنابزة بالمناطق أو البحث في الجذور..


 


أما سؤال من هو العدني فلا توجد له إجابة واحدة..


 


هناك إجابة بيروقراطية روتينية؛ العدني هو كل من ولد في عدن..


 


وهناك إجابة جهوية؛ العدني هو كل من ولد في عدن قبل الوحدة..


 


وهناك إجابة مناطقية؛ العدني هو كل من لا ينتمي عرقيا أو شعوريا إلى الريف (الضليعة، اليفيعة، البدو، الجبالية).. واللافت أن العدانية ذوي الجذور الريفية يتبنون بعد جيل من تمدنهم هذه النظرة ضد أبناء عمومتهم..


 


وهناك إجابة ارستقراطية؛ العدني هو سليل الأسر الكبرى والمهاجرين الآسيويين أو الأفارقة النافذين في السلطة خلال حقبة ما قبل الاستقلال.


 


وهناك إجابة حضارية تقدمية كرستها دولة الاستقلال (وأدبيات جمهورية اليمن الديمقراطية)؛ العدني هو المواطن المدني المتحضر الذي قرر الانتماء إلى مشروع اليمن التحديثي جنوبا وشمالا والذي يؤمن بدولة القانون.


 


وما لا يدركه الكثيرون أن الانتماء للمدن هو انتماء طوعي وليس قسريا كالريف.


 


ومفردة العدني ما لم تأخذ التعريف الأخير، وتكون قيمة حضارية على أساس المواطنة، فإنها ستكون مدخلا للتفريق والتخلف بدلا عن التوحيد والتقدم.


 

زر الذهاب إلى الأعلى