لا يختلف اثنان بأن أبناء تعز أكثر من غيرهم اهتماماً بمتابعة مستجدات الوضع اليمني والإقليمي والدولي، ولديهم ملكات جيدة للقراءة والتحليل والتنظير، فكثير من قضايا العالم يتناولونها بفرضيات الحلول وفلسفة التشخيص وحسابات الممكن والمتاح!!!
ولكن وفي مقابل ذلك فإن وضع أبناء تعز عند تعاملهم مع واقعهم يبدو مختلفا تماما من حيث تشخيص مشاكل الواقع، وانتظار الحلول لتأتي إليهم باستجداء من خارج تعز، ومن صناعة غيرهم بعيدا عن جهدهم الذاتي.
واقع تعز تتفاقم مشكلاته بتزايد يومي دون بذل جهد للحد منها أو تقديم معالجات لمسبباتها لتظل تتراكم وعلى أمل انتظار حلول ستأتي إلينا بقرارات من قبل الحكومة وقيادة الشرعية، وانفراجات تغيير هي الأخرى ستأتي من خارج حدود جغرافيا الوطن.
فذاك يعول على السعودية، وذاك على الإمارات وآخر ينتظر الفرج من قطر وتركيا ويقابله انتظار آخر قادم من روسيا والصين وأمريكا وإيران..!!
للأسف نظل يوما بعد آخر نستجدي المنقذ والمخلص الخارجي لبعضنا من بعضنا، واستقبال لحلول إجبارية لمشاكلنا يتم فرضها علينا بقوة الضغط والتهديد لنقبل بها ونحن صاغرون.. دون أن نكلف ذاتنا شيئا من الجهد لنقترب من بعضنا بمصداقية وحبا خالصا لتحقيق المصلحة العامة ونغير واقعنا ونحل مشاكلنا!!!
فهل لنا أن نجرب لنكون نحن بذاتنا دون أن نعول على تغيير قادم من خارج محيطنا يطول انتظاره؟!!