عن تعز التي ينهب الإخوان منازلها ويغتصبون أطفالها

 


خمس سنوات عجاف تقريباً مضت على تعز المدينة، بعد أن تم إخراج مليشيات الحوثي منها لتحل محلها مليشيات الإخوان، وهي في الحقيقة أسوأ بكثير من سابقاتها نهباً وجريمة.


 


على الأقل كان الحوثيون ينهبون مؤسسات الدولة ويتركون منازل الناس، إلا من تفجير بعضها ممن يعتبرونهم خصوماً، أما الإخوان فقد استطاعت مليشياته وذراعه العسكري والسياسي، الإصلاح، أن تأتي بما لم تستطعه الأوائل، نهبا وقتلا وتشريدا واغتصابا للاطفال ومصادرة للحقوق والحريات، وعبثا بالجيش والأمن والإغاثة واثراءً فاحشا لقياداتها من مستحقات الشهداء والجرحى واموال الدولة والناس، والاستيلاء على منازل المواطنين وتأجيرها أو بيعها أو استخدامها.


 


فلم يكن منزل مهدي أمين سامي، الرجل المسالم الصديق لكل الأطراف، ولا منزل القامة والقيمة التعزية علي محمد سعيد، احد رواد الحركة الوطنية والاقتصادية في اليمن، بعيدا عن النهب والاقتحام ومصادرة الممتلكات، في هذا الشهر، بعد مسلسل طويل من نهب المنازل لم يتم تغطيته من الاعلام والناشطين خوفا وحذرا.


 


في الحقيقة أن منازل البسطاء قد نهبت منذ السنة الأولى التي تصدر فيها الإصلاح للمقاومة، وقلما تجد بيتا سافر اهله وخلا من اصحابها إلا نهب، نصف سكان تعز المدينة تعرضوا للنهب وكانت سيارات الحزب تنقل الأثاث في الشوارع إلى مخازن الحزب، كنا نشاهدها ونحاول النقد والاعتراض والكتابة دون جدوى، وكان صعاليك الحزب يركبون سيارات فارهة سرقوها من الاحواش والشركات أو من مؤسسات الدولة دون حياء وباسم المقاومة.


 


أربع سنوات تحديدا من سيطرة الإصلاح على تعز المدينة، كانت كافية لمعرفة النسخة اليمنية من الإخوان عندما تحكم، وكفيلة بإخراج كل قاذورات الدنيا عبر حزب وجماعة تتمسح بالدين وتتدثر بالشرعية وتمارس ابشع صور العنف والجريمة المنظمة.


 


انها احدى مافيا العالم التي ما دخلت بلدا إلا أفسدته، وما استولت على مكان إلا واغتصبته وحولت أهله أذلة.


 


كان كثير من السياسيين والناشطين ينتقدوننا في السنة الأولى للمقاومة ونحن نقول إن الإخوان النسخة الأسوأ من الحوثي، واليوم أصبحوا يدركون وأصبح صراخهم يوازي ما كنا نصرخ ونعترض من أجله من سنوات.


 


مواجهة الإخوان وامتداداتهم في اليمن، أصبح ضرورة حقيقية واجبة وفرض عين على كل القوى الحية بكل اطيافها، وليست مهمة الشباب فقط أو الناشطين فقط، وما لم يتم ذلك فإن المزيد قادم.


 


لقد قدموا تعز للعالم كمدينة مصغرة من مدن الفوضى والإرهاب التي أسسها إخوانهم في أفغانستان وغيرها، ومحو تاريخ هذه المدينة التي ظلت تباهي به وترفل أمام المدن والشعوب بمدنيتها وثقافة وسلوك أهلها وتسامحهم.


 


أربع سنوات ونحن نتحدث كل يوم عن مسلسل يومي من الجريمة والنهب والاغتصاب وتجارة الحرب.


 


إن ما صنعه الإخوان في تعز يفوق ما صنعه الحوثي بها، وهذا ليس من باب النكاية وإنما بتتبع بسيط يدرك المواطن العادي بين تعز المدينة التي يحكم الإخوان السيطرة عليها وتعز الحوبان وأجزاء المدينة التي يسيطر عليها الحوثي.. إنها مقارنة مخجلة عندما تجد الحوبان رغم كل إشكاليات المليشيات الحوثية لا يقارن وضعه السيء بالمدينة في ظل سيطرة الإخوان، وهو دليل قاطع آخر لجنون الإخوان وأنهم يتفوقون بجدارة على الحوثي نهبا وسلبا وجريمة.


 


لقد أفسدوا الدولة وأفسدوا الجيش وافسدوا قديما الثورة، وحاليا افسدوا المقاومة، وتعز مثال حي لهكذا فساد.


 


ولذا لم يخرج شباب تعز العزل من الإمكانيات إلى الشارع، إلا بعد أن بلغ السيل الزبى وطفح الكيل.


 


في حين تصمت أحزاب ونخب عن هذا العبث وعن معارضته لتقاطع مصالحها بالإصلاح أو الخوف من كيده وغضبه.


 


باختصار شديد تعز تحتاج لحركة تحرير من عبث الإخوان وجرائمهم، ولن يستقر لها أمن ولا حياة دون ذلك.


 


 

Exit mobile version