سالم إن لم تكن من أبناء تعز، اسم لا يحرك في داخلك أدنى التفات، لا تعره قليل اهتمام، لا يبعث في داخلك قليل غضب.
سالم، إن خطر الاسم أمام ناظرك، أو تسلل إلى مسامعك، فهو لن يكون أكثر من اسم اعتيادي لواحد من الناس الذين قد تلتقيه في الزحام، أو في الطرق العابرة، لا يترك بصمة في عقلك، ولا تسعد تذكر ملامحه ووجهه ورنين صوته ثانية، مهما حاولت وفعلت.
هذا هو سالم، كاسم لا ككيان، بالنسبة لنا القاطنين خارج خضم وأتون محارق تعز، اما بالنسبة للواقعين تحت ظلال البنادق، وتراشق المظالم، والمدفعية وامشاط الرصاص، في احياء تعز، فان سالم هو رئيس جمهورية تعز، الميلشاوية الدينية، هو رجل حربها، وشيخ مشايخ رجال الدين فيها، وواعظ الجموع، ملهب الحناجر بالهتاف، والخناجر بالطعن واللعن والنزال، وهو مركز تسنين المقاتلين الأطفال الصغار، لإعطائهم شهادة لياقة، وقبول للخدمة بين حقول ألغام الجيوش المتواجهة.
سالم اسم وديع، ولكنه حسب العديد من ابناء المدينة، هو عقلية الغاب، وروحية الافتراس المجسدة بشخص رجل يهاب بلا أدنى شك، ويلبى نداؤه بدون تردد ومخاتلة، سالم إن قال هذه البلاد، تدخل في عداد تركة ومنقولات شجرة العائلة، صدقه بلا جدال وملاوعة، ان قال لك هذه الارضيّة ملكي لا ملك جاري، اعتبر انك لم تسمع هذا من سالم، بل بصوته على لسان نبي، ان قال سالم أنا فوق القانون، اعلم ان القانون هو سالم، كما كان لويس السادس عشر يردد الدولة أنا، ان أراد سالم ان يعين يفعل، سالم يقيل يفعل، يعين من يريده ان يحكم تعز، ويلبسه السلطانية، والدستور والطاقية، يفعل بلا اكتراث أو حاجة لمرسوم رئاسي من خشبتنا القاطنة المسمرة على جدران قصر الرياض.
دعوا سالم يفعل ما يشاء، تؤلف له الاغاني والأهازيج، ويرقص على خطى حركته العسكرية المملشنة، كل قاطني خوف المناطق الرمادية، بل وحتى انشف الرؤوس وأثخن الجثث والرتب.
سالم رجل بسلطات رئيس، ورجل دين بحجم جيوش الفتح المبين، فتح خزائن وممتلكات وعقارات، الرعية المحكومين، لا الغزاة المبندقين المبردقين المفتهنين، فوق قمم المدينة والتباب المقابلة.
هل يوجد رجل هكذا، يمسك البلاد من اطرافها في تعز؟!!
نعم رجل واحد يحكم جيشاً، يعين ويقيل، وينهب عقارات، ويدق ساسات فلل، نعم يوجد رجل واحد، إن لم تكن من أبناء تعز، لن يستوقفك اسمه، رجل واحد اسمه: سالم المملشن..