ليكن دم الضحايا صانع الألحان..
سننجز للغد موعداً..
عدنان أول الغيث..
التقيته عصر الجمعة في عزاء فقيد القضية أبكر.. رمقني بنظراته الشهمة وأنا أتحسس قدميّ لتشق طريقها بين الناس وجدتني أرفع تحية لمقامه المتواضع بين الناس رد بمثلها..
هناك أقصى الصالة التي اكتظت إلى جوارها ثلاث خيام لم تتسع للمعزين..
كان عدنان واحدا من الناس ربما كان أكثرهم ثقة أن الموت لن ينال من القضية.
ما زال عدنان ذلك القائد الإنسان الذي يضمد تهتك نسيجنا الوطني ويرتق الخرق الكبير بأنامله التي لم تبرح الزناد، كان ولم يزل يوقد فينا محاربا عتيدا.
كان القاتل يفرغ آخر ما في جوفه ليعلن الإفلاس..
لن ننتظر لنعرف ملابسات الحادث ولن نطالب بتشكيل لجنة وليس بمقدورنا أن نعلن أن رحيله شكل خسارة فادحة للمشروع الوطني، بل سنكتب بشتى الألوان أن عدنان رمز وطني قادر على تخليق قوى خارقة لتعيد السيطرة على المشهد لتسحب البساط من تحت براثن القوى الرخوة لتحل محلها قوى حية تبعث المدينة من بين الركام.
سنحتاج لنرفض كل خائن، سنحتاج لنقاوم بكل أشكال المقاومة، سنحتاج لنعيد قراءة عدنان مراراً حتى يشع من بين السطور المسار، ليس بمقدورنا انتظار الحكايات والروايات والأخبار العاجلة والعناوين الباهتة التي ستدعي العثور على مشاهد ماجنة لتحرف الأنظار عن خط السير الذي اختطه العميد.
لم يمت عدنان، ما زال يومض في البعيد كنجمة تشع لتهدي السائرين أينما اتجهوا، فثمة عدنان يؤم الجيش والناس اجمعين.. وصلاة المجاهدين القتال، رحل عدنان ولم يرحل اللواء.. كان عدنان الاول وما زال بلا منازع.. كان الاول ولم يكن الأخير.. كان حراً كتب ببندقيته قصة علينا ان نعيد تمعن معانيها ومطالعة ما بين الثغور..
للقابضين على الزناد، لا يصيبكم الضعف والهوان..
أنتم الغد وأنتم من يرفع صواري البحر ويوقد الشمس رابعة النهار..
“جددوا في فم الذبالة غازا قبل أن يطبق الظلام العتيد”
يا ابطالنا ويا شباب البلاد، بينكم وفيكم ألف عدنان، فقد دانت لكم اللحظة، فلا تفوتكم..
اجعلوا من عدنان تذكار محبة للعابرين إلى مدينة الغد وارجوكم لا وقت لدينا للبكاء، لن نصنع صنماً نحنط صورته إلى جوار هياكلنا القديمة بل سنجعله محارباً لا يفتر بأسه وفأسه..
السنابل لا تموت وغداً تزهر حقول القمح في أرواحهم، ستعشب الأرض، سيعود المطر، عدنان أغنية عزفتها الخنادق والبنادق، شكلوا من ذواتكم قادة للمواقع والمواقف، واتحدوا على ذات الهدف، اجعلوا من ثكناتكم محاور، سيعود عدنان كل وقت وحين وآن ما دمتم على الأرض نجوماً تقاتل.