تباً للحروب ومخلفاتها!!
لم تكن الحروب تحت أي مسمى كان.. قتلاً للبشرية ودماراً للبنية التحتية وجراحاً وإعاقات جسدية وبنيوية واقتصادية ومعيشية وحسب.. فجميع تلك الكوارث قد تتعافى ويرممها الزمن.
فالمخاطر الأكثر هولاً من كل تلك المآسي تكمن في مخلفات الحروب التي تتعدى ذلك إلى ما هو اخطر وتتجاوز زمن اللحظة إلى عقود زمنية ومستقبل أجيال قادمة فتثخن فيها دمارا وتفتك بها تباعا…!!
مخلفات الحروب تنتج ثقافة كراهية متوحشة يسودها قانون الغاب..
وتخلق أجيالا مفخخة بفكر الموت مأزومة نفسيا مختلة فكريا، لغتها البارود والنار، يصعب عليها استيعاب بعضها بعضا، خيارها الاوحد التصفية والخلاص بمنتهى البساطة وبأقل تكلفة..!!
ثقافة الحروب أصابت مجتمعنا وبتزايد بكثير من عاهات المسخ الأخلاقي وتنكر العشيرة والبيت الواحد والأسرة الواحدة لبعضها حتى تحولت المصلحة النفعية على طريقة تجارة الحروب هي الغاية الذاتية للفرد في مجتمعه.
مؤسف جدا حد الذهول واللامعقول أن يغدر الأخ الشقيق والقريب بأخيه خدمة لاجندة فرضتها ثقافة الحروب وفكر الكراهية.
لا قيمة للحياة ولمراتب تدرجها التصاعدي اداريا ومهنيا وقياديا في ظل واقع ملغوم بكراهية التآمر وثقافة الموت التي تقتضي منا الحيطة والحذر من أقرب المقربين (أخ شقيق وابن عم وصهير وجار وقريب ورفيق درب وخليل سنوات إخاء وود …).
حتى تجعل كلا منا حبيس حيطان منزله خوفا وتخفيا من غدر أخلاق وقيم وإنسانية افسدها واقع الحرب بافراط واصابها بمسخ اقل ما يوصف بالشيطان الصعب التعافي منه..!!
لاحلول أمامنا لإنقاذ ما تبقى من أشلاء انسانيتنا سوى الهتاف للسلام وكفاية حروب وكفاية حروب حفاظا على بقايا إنسان.