تعز.. مابين التحرير والحصار والخذلان
كلما طال إنتظار زمن التحرير كلما ظهرت مكونات مسلحة جديدة خارج إطار الجيش الوطني بحجة تحريرها وبذلك يتعقد المشهد أكثر.
في تعز الرجال موجودين والشرفاء كثر فقط تحتاج دعم القيادة السياسية في مجال الدعم والتموين العسكري وإعطاء الضوء الأخضر كإشارة للبدء بتحريرها.
فهي بمثابة قلب اليمن الجمهوري الإتحادي النابض لهذا يحتاج إنعاش وبسرعة فائقة للبقاء على الجمهورية الإتحادية فخلاف ذلك لسوف يتجهه نحو توقف ذلك النبض وهو مالانتمناه كشعب يمني.
إن لتلكم المحافظة نكهة خاصة في كل اليمن فلاتكاد مدينة أو مركز في عموم الجمهورية الإتحادية يخلو من أبنائها.
إنها المحافظة الحية التي تجري دمائها في كل شبر من أرض الوطن.
إنها كالقدر الذي فرض على اليمن ليكون اليمن وبدونها لا يمن سيقوم ولاجمهورية سترجع ولا إتحاد سنرى.
تعز مهما تناسوها أصحاب الشأن في القيادة العليا إلا إنها قدرهم الذي لايمكن أن تتحرر اليمن بلاها.
إنها كالشمس التي كورت في بلاد تفتقد إلى النور وتبحث عن بصيص أمل منه لترى المستقبل القادم من خلف ركام الظلام وبقايا الحروب.
فتعز لاتختصرها حروف ولايجمعها ورق ولايكفيها حبر لتلمها في مجلدات الواقع الذي يمكنكم فعله مع أي مدينة أخرى.
تعز خارطة جغرافية تقع بين شرايين كل مواطن يمني من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله رغم التباين المختلق لأفئدة بعض البشر في مناطق البلاد المتفرقة هنا وهناك.
تعز بثلاث حروف أختزلت في معناها العز رغم الخذلان الذي تعيشه والحصار المفروض عليها والتجويع الممنهج للمواطن التعزي للتمكن منه على أمل إذلاله من قبل تلك المليشيات التي تفتقر إلى أدنى المبادىء الاخلاقية والإنسانية والتي اقحمت المواطن البسيط في صراع قد لاينتهي بإنتهاء ذلك الغلبان في مدينة النور اليمني.
تمتاز تعز بالكثير من المميزات ومن ذلك المناخ المعتدل والأماكن السياحية التي قلما تجد من يشبهها من تلك الناحية وكذلك بساطة وطيبة وكرم المواطن التعزي مع ضيوف من يزورهم من غير أبناء تعز سواءً كان ذلك من الداخل اليمني او من خارجه ولربما لايعرف حقيقة ذلك إلا من جرب.
لتعز طابع مميز في التنوع الإجتماعي الذي تزخر به تلكم المدينة التي أنهكتها الحرب الممنهجة ضدها حرب وقتال شوارع دمر كل المعالم الجميلة التي تميزها محاولاً بذلك كسر كبرياء أهلها الذين لايركعون إلا لخالقهم مهما تفنن المجرمون والانذال في محاولة تركيعهم.
تعز قصة معاناة طويلة فمن عهد النظام البائد وهي تتعرض للتهميش مقارنة بغيرها من محافظات الجمهورية
ففي قمة الاستقرار السياسي والأقتصادي الذي شهدته اليمن في الفترة الماضي كانت تعز تفتقر لشربة ماء نظيفة ولتيار كهربائي مستقر ولشرطة عادلة ولقضاء منصف.
ومعاناتها متواصلة على مر التاريخ اليمني الحديث لذلك تحتاج تلكم المدينة وأهلها إلى تعويضهم عما فاتهم بالعيش المستقر والأمن لها وتنويع المشاريع التي قد تنسيهم ماهم فيه اليوم من خذلان من قبل القادة والساسة وهوامير الإقتصاد اليمني.
بحديثنا عن تعز هو حديث لكل إنتماء لها من مديريات ومرافق مفقودة ومشاريع معدومة وأمن غير موجود وحياة صعبة غير مستقرة من كل الجوانب للمواطن التعزي الكحلان.
فتعز هي المحافظة الأكبر التي لاتزال تدفع فاتورة وطنيتها بالحرب والتجويع والحصار الذي لم يتبقى إلا الهواء لم يستطيعوا على منعه عليهم وإلا لفعلوا في ظل خذلان وصمت داخلي وإقليمي و دولي فجميعهم لم تحركهم ضمائرهم لفتح الحصار عنها ولاتزال ضمائرهم غائبه عن ذلك حتى مجرد ذكره والتفاعل معه إعلامياً بشكل متواصل كغيره من القضايا التي يرغبوا في إصالها للعالم الخارجي ليتفاعل معها.
لكن رغم كل ذلك لم ولن ينقطع الأمل بالله للمواطن التعزي ومالنصر إلا صبر ساعة وحتماً سيبعث الله لتعز من ينسيها ألآمها وينقضها من بين الركام ويفك عنها الحصار فمن المحال دوام الحال.
*خاص لـ”يمن الغد”