ما الغاية من ربط تعبئة الغاز بعقال الحارات؟!

 


في ظل أزمة الغاز الخانقة التي تشهدها العاصمة صنعاء، وانعدامها من المحطات التي صارت في معظمها مغلقة، وصل إلى أسماع سكان العاصمة نية السلطات الحاكمة فيها ربط عملية تعبئة الغاز بعقال الحارات.


وقيل أن عملية تعبئة أي مواطن لدبة الغاز الخاصة به ستحتاج لكرت يصرفه له عاقل الحارة التي يسكن فيها، وكذلك منع أي مواطن من تعبئة الغاز من أي محطة تقع خارج حارته!


وذلك يجعلنا نسأل ما الغاية من وراء كل ذلك؟ وما علاقته بحل أزمة الغاز التي تعاني منها العاصمة صنعاء؟


خصوصا أن المشكلة تدور بين التجار والسلطات، حيث يقول التجار بأن ارتفاع الأسعار الذي أدى إلى مشكلة انعدام الغاز سببه (الإتاوات) التي تفرض عليهم بشكل غير قانوني، بينما تتهم الجهات الرسمية التجار بالتلاعب بالغاز بغرض مضاعفة أرباحهم.


بمعنى أن ربط عملية تعبئة الغاز بعقال الحارات لن يكون له علاقة بحل المشكلة.


فمثلا: لماذا سيذهب المواطن للتعبئة من محطة تقع خارج حارته إذا كان الغاز متوفرا في المحاطات الواقعة في حارته؟!


وإذا لم يكن الغاز متوفرا في المحطة الواقعة في حارته، فعلى أي أساس يتم منعه من التعبئة من المحطات الواقعة خارج حارته؟ فهل أصبحت كل حارة دولة مستقلة بذاتها؟!


ولماذا ربط التعبئة بكرت يصرفه عاقل الحارة من الأساس؟!


فذلك أمر كان سيتم تفهمه إن كانت أسعار الغاز في العاصمة صنعاء أقل من أسعارها في المحافظات الأخرى، بحيث يتم وضع ضوابط لعملية البيع والتعبئة خوفا من تهريب الغاز إلى خارج العاصمة.


لكن يعرف الجميع بأن أسعار الغاز في صنعاء تعد الأغلى على مستوى الجمهورية اليمنية ، حتى إن بيعت الدبة الغاز بالسعر الرسمي الذي حددته السلطات (ثلاثة آلاف ريال)، كون سعر الدبة الغاز في بقية المحافظات يتراوح بين ألف وخمس مئة وألفين وخمس مئة ريال.


وبذلك يتضح بأن ربط عملية بيع وتعبئة الغاز بعقال الحارات لا علاقة لها بتوفير السلعة وضبط أسعارها أو منع تهريبها، وقد يكون لها علاقة مع الأسف برغبة لدى السلطات هدفها فرز المواطنين بناء على انتماءاتهم، بحيث يتم توفير الخدمة لمن تعتقدهم السلطات قريبين منها، ومنعها عمن هم في نظرها ليسوا كذلك!!


وذلك سيكون غريبا أن تلجأ إليه سلطات تقدم نفسها كحكومة أمر واقع لكل المواطنين الواقعين في مناطق سيطرتها، وليست سلطات تنظيمية لهذا التيار أو ذاك!!!!!


وبأسف شديد نستطيع  أن نقول أنه قد لوحظ العمل بذلك خلال الأزمة القائمة، حيث يصل الغاز لبعض السكان بطرق (خاصة) إلى منازلهم، بينما أكثر السكان تعبوا من الطوبرة والتنقال بين المحاطات دون جدوى، وأنا واحد منهم!!


 

Exit mobile version