عبداللاوي
زمان لما كانوا الحوثيين معتقلين في سجون النظام، كنت أفكر دائماً بأهالي المعتقلين أكثر من المعتقلين أنفسهم، وأقول إيش من عذاب يعيشوه هؤلاء الناس المساكين اللي لا ليلهم ليل ولا نهارهم نهار وعايشين الحياة بقلوب مهزورة، وكل يوم يبرطعوا من مكان لا مكان ومن زعطان لا فلتان، وما يشتوا من الدنيا شي غير يطمئنوا بس على عيالهم وأقاربهم المحبوسين.
وأما ليش هم محبوسين ومعتقلين أصلاً؟ فذلك لأنهم أناس طيبون قيل لهم فجأة بأنهم خلفوا للحياة أبناء غير صالحين، وأصبحت أماكنهم المعتقلات والسجون.
اليوم، وبفعل الحرب، أصبح الحوثيون في السلطة، وهناك أهالي كثر أصبح لهم اليوم أبناء وأقارب مغيبين في المعتقلات والسجون، وقلوب أهاليهم مهزورة، ويعيشون الحياة بكاء وسهر وانتظار. وأما ليش هم معتقلين؟ فذلك لأنهم أناس طيبون قيل لهم بأنهم خلفوا للحياة أبناء غير صالحين، وأصبحت أماكنهم المعتقلات والسجون.
سعه سعه… مابوش فرق، هي هيه، تاريخنا كله هكذا، فوقه فوقه… و”سبره حجنه اعتوجه شريم”.
طيب يا خلق الله، تقولوا عد باقي في هذه البلاد بطولها وعرضها عقول أو قلوب عندها شويييية بس من الرحمة، وتقول مسكين هذا الشعب كم بيفحروه حاوي لاوي وزد طلع لنا وجه ملان.
شوفوا بس ما أرحم وجوه اليمنيين بين وجوه خلق الله كلهم، وعتدروا ما عمل بنا عبد اللاوي هذا من عمل.
طيب شوفوا وجوه الجهال حقنا مقارنة بوجوه أطفال العالم. أطفال العالم كلهم مرتاحين ورغدين وتبان على وجوههم النعم، وجهالنا يا رحمتاه مثل أطفال القطط، لا حدائق ولا أمان ولا زلط وحرب تتقارح بين أرجلهم من كل شق، وهم مقبعين يتشاقروا الحياة من التلفزيون، ويحلموا يكونوا في يوم من الأيام أصحاب هم، وهذا العالم اللي مايشوفناش أصلاً ومغلق علينا أبوابه.
وأما ليش العالم بكله مقفل أبوابه علينا وحابسنا؟ فذلك لأننا شعب مقطوع من شجرة، وقيل لنا إنه أصبح لدينا فجأة أهل وأبناء وبلد غير صالحين، وأماكننا الطبيعية في المعتقلات والسجون.
قلت لكم حاوي لاوي، سعه سعه، قلتوا ماشي؟!
هيا منو عيتضامن معانا كلنا كشعب وأمة واحدة من يوم تكعدلنا للحياة والحاوي اللاوي هذا يفحر ابتنا جيل بعد جيل… محنة وراء محنة واحنا شعب عبداللاوي ياعظيم اعمل لنا حل فيسع ارجوك غاية الرجاء.