لهذا نقول: لا للإساءة لهؤلاء

 


من حيث تعتقد السلطة والحكومة اليمنية الموجودة بالرياض أنها تضر القضية الجنوبية وتثير حولها مزيداً من الضبابية لدى المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي من خلال استعانتها بشخصيات جنوبية موالية لها وإنتاج كيانات هلامية بمسميات جنوبية أيضاً عند كل استحقاق محلي أو خارجي إلّا أنها، أي السلطة، تقدم خدمة للقضية الجنوبية من حيث قدّرت أنها تضرها وتصيبها بمقتل.


فهي بمجرد إرسال هذه الشخصيات إلى الفعاليات الأوروبية والإقليمية وبمجرد تأسيسها هذا الكم من الكيانات وسعيها لإضعاف القوى الفاعلة بالساحة، فإنها بذلك تؤكد للعالم بأن للجنوب قضية بطابع سياسي محض وليس مجرد حالة طارئة أو قضية مطلبية فقط، قضية سياسية ووطنية بامتياز ما تزال تراوح مكانها من التغييب عن الحل.


كل ما يقال بشأن حلها من خلال مشاريع سياسية لم يفلح حتى اللحظة بما فيها مشروع الدولة الاتحادية المزعومة.


وعطفا على ما تقّــدم نأمل أن يتوقف الجنوبيون الساخطون ضد هذه الشخصيات الجنوبية المقربة من السلطة، فإن لم يكن هؤلاء بصف القضية الجنوبية بالدرجة المثلى التي نتمناها ولا ينظرون حلها من ذات الزاوية التي ينظر منها الأغلبية العظمى بالجنوب فإنهم على أقل تقدير لن يكونوا مع أي مشروع سياسي يقصم ظهر الجنوب –أو هكذا نأمل منهم في اللحظات المصيرية-، ليس لأن معدنهم وتاريخهم يأبى ذلك، ولا لأن وزنهم وتأثيرهم الشعبي محدود بل لأنهم غير ذي ثقة عند القوى الشمالية وعند الدائرة الجنوبية المحيطة بالرئيس هادي اللائي تعتقدان أنهما تستطيعان أن توظفا مواقف هؤلاء ليأتوا لها برأس القضية الجنوبية مغلفا بصندوق.


فلوجه الله وخدمة للنسيج الوطني الجنوبي ألّا يتم استعداء هؤلاء أكثر من هكذا، أو العمل على إحراق مراكب عودتهم، فإنهم مننا وفينا، مهما تباينت الآراء ومهما جرفهم سيل المغريات وعصف بهم تيار الابتزازات، وأخذهم بريق الوعود أو حتى استبدّت بهم رغبة المناكفة.


ولنا تجارب زاخرة بكثير من الرموز التي ذهبت في السنوات الماضية إلى ضفة المصالح، ولكن بالأخير شدها الحنين إلى جنوبيتها وعدالة قضيتها، وعادت أدراجها بعد أن أدركت خطأ قرارها وبعد أن استوعبت قبح اللعبة التي أرادت أن يؤدوا لها دور شاهد الزور وتاجر مواقف بالداخل والخارج.


فللجنوب قضية أكبر من أن يحجبها ظل بعوضة، وأعدل من أن يغمطها ميزان محتال.


 

Exit mobile version