إصلاح تعز يجهل مكانة أيوب الصالحي وسط مجتمعه مثلما كان مشركو قريش يجهلون مكانة سعد بن عبادة وسط قومه. هذا ما لمسته من حديث أحد قيادة الإصلاح لي.
من سيرة سعد بن عبادة نستلهم الكثير من الدروس والعبر، وكلما قرأت قصة الصحابي الجليل سعد بن عبادة تذكرت رفيقي أيوب الصالحي الذي اختطف من قبل مليشيا الإصلاح سواءً كان هذا التشابه من حيث الطبائع المشتركة بين البشر: من جود ومواقف حازمة وقول كلمة الحق مهما كانت المتاعب التي سيجنونها من قول الحقيقة، أو من حيث التطابق لبعض المواقف والأحداث.
قال لي ذات يوم قيادي في المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح بتعز: (أيوب ليس بهذه الأهمية وما الاستفادة الذي سيجنيه حزب الإصلاح من اعتقاله؟).. عرفت من حديثه معي بأن إصلاح تعز يجهل مكانة أيوب، مثل جهل مشركي قريش بمكانة سعد بن عبادة. وظننت بأن إصلاح تعز سوف يبادر بإطلاق سراح أيوب، وأزلت الجهل الذي علق بأدمغتهم عن أيوب، وسيصلحون الخطأ الذي وقع به بعض حمقاهم، مثلما عملت قريش مع حمقاها عندما اعتقل سعد بن عبادة.. لكن اتضح لي بأن الفارق الأخلاقي كبير بين مشركي قريش وحزب الإصلاح.. إذ كان هناك ذو مروءة وقيم فاضلة داخل قريش تدخلت لرفع المظلمة عن سعد بن عبادة، لكن للأسف الشديد يفتقر إصلاح تعز إلى أصحاب المروءة التي تبادر في إطلاق سراح الصالحي ورفاقه من المخفيين قسراً.
يبدو بأن إصلاح تعز يعاني من أزمة أخلاقية ولهفته للسلطة جعلته يصاب بالجنون ويفقد عقله ويتجرد من أبسط القيم والأخلاق الإنسانية.. السؤال المطروح: هل إصلاح تعز بلا ضمير أم بحاجة إلى وخزة ضمير؟!