معركتنا الوطنية لم تبدأ بعد، فقد كان معنا الجنوبية كهُوية مقاتلة للحوثي، حرَّرت الجنوب ووصلت المخا غرباً ومكيراس شمالاً، واليوم تقاتل في الحُشاء ومريس.
كانت بقيادة إماراتية متحفزة تعمل في الميدان وتعارك التحديات كلها وتجمع كل المتناقضات باتجاه هدف واحد، وتنتج رؤيتها وفقاً للحاضر وليس للشعارات.
كل هذا، خفت في ظرف 24 ساعة، التزاماً للجارة الكبرى وترتيباتها الخاصة.
وانتقلنا للمسار العتيق الذي لا يزال مسيطراً على الرؤية السعودية تجاه اليمن.. فنحن كيمنيين لم يصلنا عهد ولي العهد بعد.
ولذا كل شيء اليوم ينتظر ماذا تريد الشقيقة، لا عاد باقي معنا جنوب ولا وصلنا الشمال.
الآن باقي قليل من العصبوية العسكرية، والسلفية وقليل من الإخوان والمؤتمر.. التحدّي أمامهم.. سنرى ما سيكون، وما هي رؤية الكبرى تجاه كل ذلك.
لم يعد لدى الحوثي قدرة سوى التسلُّط على المدنيين، عصبوية هاشمية تستنسخ تجربة إسرائيل في توحيد اليهود، وتمكّن هذه العصبوية من البطش الجبار بالناس المدنيين الذين تضعف بهم الحرب ولن يقويهم السلام.
أما الحرب وجبهاتها، فلم يعد لدى الحوثي قدرة على أي تحوُّل فيها، لكنه خائف من الطرف الآخر، إن امتلك مشروعاً جامعاً وسلم من حسابات السياسة واستكمل قدرته، وبدأ الهجوم.. غير أنَّ السؤال هل فعلاً سينشأ تحالف شمالي يهاجم شمالاً؟
نحن الآن أطراف الواقع، لا حوثي قادر يسيطر ولا خصومه قادرون على قلعه، واقع سينتج لنا دولاً هشَّة وخطاباً كاذباً مخادعاً من الجميع تجاه الجميع.
وكل هذا ضياع.. أما استعادة صنعاء، أو لا يجوز لأحد الحديث عن الجمهورية اليمنية.. فبدون صنعاء لا وجود للجمهورية اليمنية.