ماذا أبقت الشرعية من هيبة اليمن وسمعتها؟
للمتشبثين بالشرعية بتركيبتها الحالية نقول لهم: ماذا بقي للشرعية بعد فقدان اليمن حق التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
لقد فقدت الشرعية حاضنتها الشعبية في الداخل وها هي تفقدها في الخارج.
لم يعد وجودها قائما إلا على دعم الأشقاء في السعودية التي هي نفسها صارت ترى أنها أصبحت عبئا ثقيلا عليها.
تصر الشرعية في كل مرة على مراكمة الفشل حتى أوصلت اليمن إلى الفشل الداخلي والخارجي.
قد يبدو للبعض أن فقدان اليمن حق التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة وكأنه مجرد أمر روتيني، لكنه على أرض الواقع يعني تدميرا ممنهجا لصورة اليمن وإخراجها من المؤسسات الدولية.
لم يعد الأمر يقتصر على خطأ هنا أو تقصير هناك، بل أصبح واضحا أن الشرعية أضحت أعجز من تحمل مسؤولية دولة وإدارة بلد.
ها هي الشرعية توقع على إدانتها بنفسها وحولت اليمن إلى دولة فاشلة وهدمت آخر ما تبقى مما بناه اليمنيون عبر 57 عاما.
اليمن تنهار وهناك من يستثمر في بناء المليشيات لتغذية الحرب واستمرارها.
بماذا سيبرر القائمون على الشرعية تحويل اليمن من عضو مؤسس إلى عضو متخلف عن دفع مستحقاته. كيف سندافع عن شرعية شوهت اليمن وأضاعت السيادة؟
متى سيتوقف القائمون على الشرعية عن الكذب ولو لمرة واحدة، والتدثر بالحقيقة؟
لقد تحولت اليمن التي تمكنت قبل 57 عاما إلى دولة فاشلة.
والفشل يعني فشل السلطة التي تدير هذه الدولة. سلطة فاشلة، حكومة فاشلة، ونحن أيضا فاشلون، لأننا راضون، مستسلمون، خاضعون، خانعون.
لقد سكتنا كثيرا.. ورضخنا طويلا، وكرسنا الأمر الواقع عميقا، فانهارت الدولة فوق رؤوسنا وسقط الوطن.
أصبحت اليمن بلا صوت في الأمم المتحدة.
أخرجتنا الشرعية من أكبر محفل دولي أممي.
لم نعد دولة فاشلة فحسب، بل في غابة حيث لا قانون ولا شورى ولا دستور.
يا ترى ماذا سيفعل مجلس النواب ورئيسه المتذاكي على اللا ذكاء؟ فهل سيدعو إلى محاسبة المقصرين والفاسدين، أم أنه من كان منكم ممرغ بالخطايا فليترك الحجر جانبا؟
علينا أن نتخلى عن سياسة الاختباء وراء التشبث بمن أصبحوا فاقدين للأهلية.
وعلى التحالف العربي وتحديدا المملكة العربية السعودية أن تعمل على إصلاح الشرعية.
لا نريد منها إعادة الشرعية إلى صنعاء.. نريدها فقط إعادتها إلى الأمم المتحدة لكي تدافع عن نفسها أمام المنظمات التي تعمل مع الحوثي داخل أروقة الأمم المتحدة.
ولست بحاجة لتذكير الأشقاء في المملكة العربية السعودية باتفاق جدة الذي ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية مناصفة بين الشمال والجنوب.
أي تأخير يصب في صالح المليشيات والمشاريع الصغيرة التي ستضر بأمن المملكة قبل أن تضر بأمن اليمن التي أصبحت شعبا بلا دولة.