المصفوفة الغبية!
أدخلت الشرعية الرخوة مفردة جديدة على قاموسها البليد.. المصفوفة!
خمس سنوات لم تقدم فعلاً واحداً يدعو لاحترامها.. كل ما قدمته أربع حكومات منذ 2012 للمواطن هو بيانات سمجة وتصريحات بلهاء وأضافت لمعارفنا مفردة المصفوفة الغبية!
وعندما تتحول السلطة -أي سلطة- إلى مراقب للأحداث كأي مواطن،
وحين تتخلى عن مسؤولياتها الأخلاقية والوطنية وتلقيها على تقصير الآخرين،
وحين تبتعد عن المواطنين ويصبح اتصالها معهم عبر بيانات وتصريحات بلهاء سمجة،
وحين تمنح نفسها حق الوصاية على الوطن دون تفويض شعبي،
وحين تصبح وسيلة للإثراء غير المشروع ونهب المال العام دون رقابة ولا محاسبة،
وحين تتمسك بالمواقع التي اغتصبتها عبر تفاهمات ومحاصصات،
وحين تتوقف عن دفع مرتبات موظفيها ولا تقدم للناس الخدمات الأساسية وتستبدلها بمصفوفات غبية،
وحين تصير المؤسسة الحاكمة شخصًا واحداً وأبنائه لا يمكن اتخاذ اي قرار بدون مباركتهم حتى في اتفه القضايا،
وحين يصبح الأبناء هم أصحاب الحق في تقرير مصير الوطن ويصبح كبار الموظفين مجرد أتباع لهم،
حين يحدث كل هذا فإنها تكون مغتصبة لها ولا تمتلك شرعية ومشروعية تمثيل الوطن.
* * *
رحيل السلطان قابوس بن سعيد خسارة فادحة، والسؤال الذي سينتظر الجميع جوابه في المنطقة وفي جوارها والعالم هو: هل ستستمر سياسة سلطنة عمان وتأثيرها كما رسخها السلطان الراحل؟
كان السلطان الراحل قابوس بن سعيد حاكمًا استثنائيا بكل ما تعنيه المفردة من معان، لتأثيره الهائل، إذ لم تحظ المنطقة العربية بحاكم استطاع بحذق وحزم واستمرارية الإبقاء على استقرار وطنه وسط محيط شديد الاضطراب وكثير العواصف والرياح العاتية.
لا يستطيع أي منصف للتاريخ إلا أن يستعيد بإعجاب وحب مسيرة السلطان الراحل في تثبيت الأمن والاستقرار في بلاده ثم نهض به بأقل الإمكانات الطبيعية مقارنة بجواره الثري.
كانت سياسة السلطان الخارجية تثير الإعجاب والدهشة في آن.. الإعجاب بإبقاء بلاده خارج دائرة الصراعات الإقليمية والدولية والإصرار على ذلك رغم كل الضغوط والإغراءات والاتهامات والتشكيك بنوايا السلطان وطموحاته.
والدهشة أنه لم ينثن ولم يتغير ولم يجامل ولم يعادِ ولم يتنازل عن كبريائه وكبرياء بلاده.
رحم الله السلطان قابوس الذي سيبقى في ذاكرة كل عربي بحكمته وبإخلاصه وحبه وتفانيه في سبيل شعبه ووطنه وامته.