استخبارات إيران تسيطر على الإنترنت في اليمن

 


 


 


نهم المؤسسات الإيرانية في السيطرة على كل تفاصيل المشهد في اليمن ليس له حدود. ولعل ما صدر من تقارير دولية واستخباراتية يوضح بعضاً من هذا النهم الإيراني على وضع اليمنيين تحت ميكرسكوب الاستخبارات الإيرانية.


 


حيث أكد تقرير صدر عن مؤسسة “ريكيورديد فيوتشر” الأمريكية المتخصصة في أمن شبكات المعلومات، أن المخابرات الإيرانية ساعدت المتمردين الحوثيين في السيطرة على الفضاء الإلكتروني في اليمن.


 


ويوضح محللو الاستخبارات، في هذا التقرير، تفاصيل جهود الحوثيين وداعميهم الإيرانيين للسيطرة على شبكة “يمن نت” -وهي خدمة الانترنت الرئيسة في البلاد.


 


ووجد خبراء مؤسسة “ريكيورديد فيوتشر” نشاطاً إيرانياً بعد أن هاجمت وحدة تابعة لمليشيا الحوثيين اسمها “الجيش اليمني الإلكتروني” الأجهزة الحكومية في المملكة العربية السعودية.


 


وأشار التقرير إلى أن “الجيش الإلكتروني اليمني” مرتبط منذ ذلك الحين بإيران.


 


وتفيد نتائج التحقيق التي توصل إليها التقرير، أن جماعة الحوثي تفرض رقابة على المحتوى الخاص بالمواطنين اليمنيين الذين يستخدمون المزود الخاضع للسيطرة الحوثية “يمن نت”، وذلك من خلال خادمين للتخزين المؤقت، بحسب التقرير هما: (cache0.yemen.net[.]ye)، وكذلك (cache1.yemen.net[.]ye)، ما يسمح للمجموعة بمراقبة أو اعتراض حركة المرور عبر الإنترنت بشكل كامل.


 


وبالإضافة إلى السيطرة على “يمن نت” و”تليمن” وجميع المزودات الأخرى القائمة في صنعاء، فرضت جماعة الحوثي سيطرتها على مزود خدمة الهاتف المحمول “إم تي إن يمن” (MTN Yemen)، وذلك في يونيو 2018.


 


 


 


وتفيد المعلومات أن الحوثيين استخدموا المزودات لمراقبة أو حظر تطبيقات مثل “واتس اب” و”فيس بوك” و”تويتر” و”تلغرام”.. علاوة على ذلك، اتخذ الحوثيون خطوات لقطع الإنترنت بالكامل عبر مزودات الإنترنت الخاضعة لسيطرتها في الكثير من المناطق.


 


 


 


في ديسمبر 2017، شرعت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الخاضعة للسيطرة الحوثية بقطع الإنترنت بشكل كامل لمدة 30 دقيقة في أوقات متباينة.


 


 


 


وبحسب التحقيق، قام الحوثيون كذلك بتعطيل الوصول إلى الإنترنت في مدينة عدن.


 


 


 


ووجدت تقارير عديدة أن الحوثيين قاموا بقطع أكثر من 80% من خطوط الألياف الضوئية عن “يمن نت”، واتبعوا نهجا أكثر وحشية للسيطرة على المعلومات في جميع أنحاء البلاد.


 


 


 


ومن الجدير ذكره أن بعض المواطنين استخدموا متصفحات مثل VPN وTor من أجل الهروب من رقابة الحوثيين، إلا أن ذلك لم يضمن لهم الأمن والسلامة.


 


 


 


وقد استطاعت “ريكورديد فيوتشر” تتبع نشاطات مشبوهة داخل البنية التحتية للإنترنت في اليمن، ووجدت أن مزود “يمن نت” الخاضع للسيطرة الحوثية يزرع في الخادم (ns1.yemen.net[.]ye) نموذج “تندا باكدور” (Tenda-Backdoor) من أجل إجراء أوامر عن بعد في أجهزة الراوتر المستخدمة من قبل المواطنين، وذلك باستخدام ثغرة متعارف عليها بالرمز “CVE-2017-16923“.


 


 


 


علاوة على ذلك، فإن الخوادم التي يسيطر عليها الحوثيون (82.114.162.66) و(82.114.162.10)، استضافت أكثر من 500 موقع حكومي يمني حتى يونيو 2018، وزرعت بها ثغرات مثل (CVE-2003-1582)، (CVE-2009-2521)، (CVE-2008-1446)، من أجل التجسس على المستخدمين عبر الأنظمة المذكورة.).


 


 


 


ولعل التواجد الاستخباراتي الإيراني أسهم في تعزيز قدرات الحوثيين العسكرية وأصبح هو مصدرها الأساسي للمعلومات لا سيما عن مواقع استراتيجية داخل السعودية.


 


 


 


وقد شهد هذا التواجد توسعا ملحوظا لا سيما بعد قيام جهاز الاستخبارات الإيراني بعملية عسكرية نوعية في العام 2015 لتخليص أحد دبلوماسيها المختطف في اليمن منذ العام 2013 وهو ما صرحت به إيران عبر وسائل إعلامها بعد تحريره ووصوله إلى طهران، ولا يزال عدد من رجالات وخبراء إيران في اليمن موضع تكهن إلا أن الاستخبارات الفرنسية كشفت في تقرير لها عن تواجد جنرال إيراني و400 من الحرس الثوري في اليمن.


 


 


 


وقد أكدت ذلك نشرة “انتيليجنس أون لاين” الفرنسية، وأفادت أن الجنرال هو رضا شلاهي، يسانده خبراء من حزب الله تم إرسالهم من لبنان بداية الانقلاب الحوثي وأثناء الجسر الجوي الإيراني.


 


 


 


وأضافت: إن “شلاهي” هو المسؤول عن قيادة الهجوم الصاروخي والطائرات المسيرة، على منشأة أرامكو في المملكة العربية السعودية منتصف سبتمبر الماضي.


 


 


 


وكانت الحكومة الأمريكية أعلنت مطلع ديسمبر الحالي عن تواجد “شلاهي” في اليمن ليدير معارك الحوثيين، ووضعت مكافأة قدرها 15 مليون دولار أمريكي لمن يعطي معلومات عن مواقع أنشطته في اليمن.


 


 


 


ولعل المتتبع لعمليات الحوثي الصاروخية في عدن التي أودت بالقيادي الجنوبي أبو اليمامة والعمليات في مأرب وكذلك في الأراضي السعودية هي عمليات بأيد إيرانية لا علاقة للحوثيين بها ولا تصل قدراتهم المتواضعة لهذا المستوى من الدقة، وهذا يوضح بجلاء أن المعركة معركة إيرانية فارسية مع العرب تستخدم إيران كل ما لديها من قدرات وإمكانيات وفي طليعتها القدرات الاستخباراتية لجهازها المخابراتي (السافاك) في تنفيذ معاركها.


 


 


 


وهنا يبرز التساؤل الأهم: ما دور حكومة الشرعية في حماية الانترنت في اليمن وما بيدها من أوراق حيال ذلك، وأهمية تحرير الحديدة التي بتحريرها سيتم تقليل هذه السيطرة، كون الحديدة جسر العبور للشبكة المعلوماتية في اليمن.


 

Exit mobile version