لماذا نُهزم؟!


 


بناء المؤسسة العسكرية على أساس عقائدي ديني مسيس، وليس دينياً مجرداً من الحزبية، هو ما أضعف قدرة الجيش على بناء قوام وهياكل مقيدة بالأسس المتعارف عليها في بناء الجيوش.


“الإصلاح” أعد مجاميع تصلح لخوض حروب عصابات على غرار أفغانستان، وليس حرباً نظامية تدار بأعلى وسائل تقنيات العلم العسكري.


 من يقترب من كراسات التوجيه المعنوي، ويقرأ عناوين المحاضرات، التي تلقى ويُلقن بها أعضاء الحزب، ولن نقول أفراد الجيش، على قيم الجهاد، وحب الموت، وبغض الدنيا، ومزايا المقارنة بين شحة مباهج الحياة، ووفرتها في الفردوس الأعلى، وكيف أن عدم الموت في سبيل الله، وهنا الله يعني لهم الحزب، مؤثم ويقذف بمرتكبيه إلى قعر الجحيم، وأن رجل الدين هو ممثل العناية الربانية، وخصومه هم خصوم المقدس، وأن خصوم الجماعة من السياسيين هم أعداء السماء، وبالتالي وجب قتلهم دفاعاً ليس عن الوطن، بل عن الجماعة الدينية الحاكمة!


فاجعة أن ترى أن مقومات الكفاءة لا تشترط أن تكون خريجاً لأكاديمية عسكرية، بل أن تكون خطيب مسجد وأستاذ تربية إسلامية، ويكفي هنا للاستشهاد بيحيى الريمي كعينة قياس، الذي شغل قائد القطاع الثاني في اللواء ٢٢ ميكا، فهو مدرس، ويشاع بوضع قيادي يميزه بتنظيم القاعدة، وهو نفسه من أعد مناهج التثقيف، وتثقيب العقول، وهو نفسه يشغل، الآن، قائد قطاع التوجيه المعنوي في محور تعز.


هذه عينة لا تقتصر على محور تعز، بل تسحب نفسها على كل مؤسسة الجيش، وتبين أن “الإصلاح” يبسط يده وخطابه على الأسلحة والقيادات والعقول على حد سواء، لذا نحن نُهزم في المواجهات الحربية، وننتصر على الخصوم السياسيين العُزَّل، إما بالإقصاء الناعم، أو بالاغتيال.


 


 

Exit mobile version