الحروب نصر وهزيمة، وحروب شرعيتنا هزيمة وهزيمة، الحروب كَر وفر، وحروبنا فر وفر، الحروب كسب وخسارة، وحروب نهم خسارة تتبعها خسارة.
حروب الدنيا هزيمة تقتلع حاكماً، وحروبنا، هزيمة تتوج سلطة حكم مدى الحياة بتاج الإمارة.
هل رايتم شعباً أكثر غبناً منا؟!!!
عبد ربه (هادي) شرح لنا في محاضرته السابقة الفكاهية، حول أنواع الخوف، ومنها نوع يتسبب بقتل الآخرين، وهو خوف الصدر أو الورك، والذي يجب إطلاق النار عليه فوراً.
عبده، كل قياداتك الميدانية العسكرية والسياسية، والدعوية، وفِي مقدمتهم الحزمي وِلد علي محسن، جميعهم ينتمون إلى سلالة خوف الصدر، ولا علاج لهم إلا بمحاكمات عسكرية ميدانية، تحت مادة الفرار والخيانة العظمي، وتنفيذ ضرب النار الوظيفي، بحقهم، وبلا رحمة أو أدنى تردد.
فيما يعدم نائبك مرتين:
مرة شنقاً لهروبه من صنعاء وخيانة الواجب الوطني، ومرة أُخرى بجريمة قتل جنودنا في نهم، يُعدم رمياً بالرصاص حتى الموت، وأنت تُصلب على شاهدة قبر، لجندي جائع شهيد.
مرة أخرى الدم منا والنبي في عليائه، والله في سمائه، وهؤلاء أنصاف المجانين، من الطرفين، بل المجانين زائد ذراع، يحاربون بعضهم ويحاربون كل اليمن، بأسماء لم يمنحهما لا الله ولا الرسول، وكالة شرعية للدفاع عنهما، أو قتلنا باسمهما.
نحن أمام مجانين مذاهب، أحدهم يخلط الدين بالسياسة، بخبرة أكثر من نصف قرن منذ العشرينات، والآخر حديث عهد يرفض السياسة ويصلي لله والرسول والبندقية.
من يقرأ تعليقات من يمثل هذه المذاهب، يتملكه الرعب، إننا ماضون صوب حرب بسوس، يُعقر فيها الشعب كله، يُذبح ويُفنى ويُهجر إلى المقابر والمنافي، يوزع دمه على شياطين الحرب، ويدخل القتلة الممذهبون، في اقتسام ما تبقى منا، مع الوباء.
إنه موت طليق وحياة حبيسة..
الفرق بين الإصلاح والحوثي، الإصلاح رأس سياسي أخطبوطي بلا بندقية جيش محترف، والحوثي بندقية مقاتلة صلبة بلا رأس سياسي.
السؤال الآن:
هل تفجر البندقية رأس الأخطبوط السياسي، أم يلتف أخطبوط الإصلاح، بأذرعه المتعددة ويهزم البندقية؟ أم يتفق الاثنان عند نقطة ما، ويُهزم كل الشعب؟ سؤال مفتوح على كل الاحتمالات.
* *
للتذكير كان لدينا نظامان شطريان: صنعاء المحافظة الموغلة بيمينيتها، وعدن التي كانت تقدم نفسها معقل التقدمية في المنطقة.
نظامان كان لدينا لشعب واحد، حين يفيض احتمال الفرد اليميني في عدن، يفر صوب صنعاء وحين يلاحق أمن صنعاء اليساري في الشمال يفر باتجاه عدن.
رئتان أيديولوجيتان لجسم واحد، مشطر بالسياسة والجغرافيا، موحد بالوجدان.
الآن لم يعد أحد يعرف إلى أين يفر؟ من رصاص أي أحد، تراجعت خيارات السياسة، وحلت خيارات المذاهب والمنطقة، المشبعة بالشك وعدم اليقين، تجاه أعضاء كل معسكر على حدة، وداخل المعسكر ذاته.
نعم، لم نعد نعرف أين المفر؟ وكيف تفر من يمين إخواني إلى هاشمية مذهبية؟ أكثر يمينية ووحشية واستسهالاً في ممارسة القتل، أو إلى منطقة تكره مسقط رأسك، وجغرافية الولادة؟!!
وأنت وسط كل هذا التيه في دروب المذاهب والمناطق والجهويات، أعد جسدك أينما يممته، ليكون مغربلاً بالرصاص.
* *
“إلى الجبناء المرجفين، جيشنا الوطني قدم الشهيد تلو الشهيد في سبيل الله”.
الجيش الذي يقدم قتلى ولا يحقق نصراً، الجيش الذي يسفك دماً ولا يحيل هذا الدم، إلى مكسب على الأرض، يدحر عدواً ويرفع رايةَ نصرٍ، هذا الجيش قاتل وخائن، وقادته يفتقرون للكفاءة والتخصص، وإن مجال عملهم في فصول المدارس العلمية، وحلقات إفساد عقول الأطفال في المساجد، وليس قيادة الجبهات وميادين القتال.
هذا الجيش الذي أهدر دم الآلاف أو المئات، ليست هناك أرقام حتى الآن.
قيادة هذا الجيش يجب أن تُعزل وتُحاكم، وينفذ فيها حكم رماية ميداني، لأنهم ارتكبوا خيانة عظمى، بحق الشعب والوطن، والسلم الاجتماعي.
جنودنا ضحايا وقادة حزبكم الديني مجرمون يستحقون أغلظ العقوبات وأشد العقاب.
* *
“أنت طول عمرك تبيع كلام”
وماذا أملك يا صديقي لبيعه، سوى مهنة غير مربحة، غير قابلة لمكيجة الوجوه، وذر الرماد في العيون، وفرمتة العقول والقناعات والرؤى.
ماذا لدي لأبيعه؟ لا شيء، سوى الحض على الحب، ودحض الكراهية، كراهية مؤسسة على الحزب والمذهب، الدين والمنطقة، الجهة والطائفة.
لن أبيع الدجل والتحشييد لثقافة القتل، وتعظيم ومراكمة أجداث بلاد، ولو منحت الملايين، والأنواط والأوسمة.
ليس هناك من خيار آخر لمن سبق واختار مهنة تسند طولها على وجوه وآهات الناس المثقلة بالحزن والتعب، ويحلم أن يحيل الحرف ذات يوم، هذا التعب إلى درب انعتاق وخلاص.
نعم أنا أبيع كلاماً دون أن أقبض الثمن. وبانتظار السداد، إنه ثمن ليس أقل، من حريتي وحريتك، وحرية بلاد.