عبقرية CD عبد الملك وإدارة الحكم بالعصابات

 


 


 


حرب بلا مشروع، هي حرب بلا تخوم، بلا أفق، بلا نهاية، إنها حربنا ضد بَعضنا من أجل الماضي وضد المستقبل.


 


الوطن الذي يقتلك يشنق تطلعاتك، يصيب حلمك بالذبول، هو وطن يضعف داخلك مشاعر الانتماء، ولكنه أياً كان غضبك عليه، لن ترمي نفسك انتقاماً منه، في بئر الخيانة ووحل الارتزاق.


 


من لديه جينات الخيانة سيخون، حتى وإن منحته إيتوبيا أفلاطون، لا بؤس وشظف العيش في اليمن.


 


بين حكامنا من لم يخن بعد؟


 


أجزم أو أكاد أن أجزم: أن لا أحد.


 


لدينا خائن برتبة رئيس، نائب برتبة قاتل عميل، وزير برتبة أجير، ولدينا نظيف عفيف اليد والكرامة، ولكنه مع الأسف، مواطن مجرد من المواطنة، ليس أكثر من شيء، اسم رقم، محتمل محتسب صابر، أعزكم الله شريف!!!


 


هذه بلاد القهر فيا قلب احتمل..


 


نحن شعب جُبلنا على التنوع، لدينا عدة رؤساء متنوعون، مذاهب ومرجعيات وولاء وأتباع، لدينا خزانات خمس تدفع بسخاء، لدينا عملات متنوعة متعددة، وأهداف محتربة مغايرة متعارضة.


 


نحن شعب حكام التنوع، كل حاكم لديه خزانة دفع وضابط تجنيد ومخبر ربط واتصال.


 


شكراً للدول الواهبة، شكراً للدول المانحة.


 


عاش التنوع بالحكم حتى وإن كان مدنساً بالنذالة.


 


اليمن البلد الوحيد الذي لا توجد فيه خلايا نائمة، بلد الشفافية وفرق القتل المتعدد الأسماء والمذاهب، بلد الكل يتباهى بقتل الكل، بلد الجلاسنوست وعلانية القنص المفتوح.


 


جاء لإسقاط جرعة، فأسقط عن طريق الخطأ المقصود وطن.. إنها عبقرية CD عبد الملك.


 


إذا تعطلت كل أجهزة DVD البلاد، وبقي جهاز واحد يعمل في صعدة، حينها فقط يمكن CD عبد الملك أن يحكم كل اليمن.


 


هنا مفرخة دجاج مزرعة ثيران، حظائر قطيع، هنا كل شيء، لدينا حروب بداوة، قتيل لا يعرف لماذا حمل بندقية؟ وقتل وقُتل، إقليم يحارب إقليم بدم مستعار، مستقطع من دمنا، هنا بنك أهداف للجوار وليست لنا، هنا بنادق متعددة الماركات، وشظايا تُسبّح بسبحة أعناقنا المجزوزة، تسبح بحمد مصانع السلاح، وشيكات الدفع الفوري وعمولات السمسرة، هنا نحن ساحة رماية، تجريب صلاحية البندقية، وأجسادنا مقابر رواكد مخزون السلاح.


 


هنا اليمن مدافن الإنسان، وحكمة الموت الأنيمي المجاني، والمسجل آجل الدفع، وغالباً بعته وبلا ثمن.


 


الحرب ليست رصاصاً، هزيمة الخصم المتوحد مع الفوضى والبندقية، لا تتم بالعتاد والذخيرة الحية وخطط أركان المواجهة فقط، الحرب تكسبها بسلاح تقديم الأفضليات، فرض نموذجك بقوة الإقناع لا الإكراه.


 


وهذا ما فشلت في دعمه دول التحالف التي أمطرتنا بالرصاص وشظايا الموت، وأمسكت يدها عن المشاريع الحياتية، الحيوية الجاذبة بأفضليتها، لناس وقاطني مناطق الغزاة.


 


لو قدمت نموذجها التنموي المستقر، وظيفة ورفاه عيش وحقوقا مصانة، لتململ الشارع المقابل، وانتفض من داخله، رفضاً للقمع والاستبداد وسوء الحال.


 


مع الأسف لم يحدث شيء من هذا، بقيت البندقية والتضييق على الحقوق المعيشية، وتقليل الحريات هي سيدة المشهد، على امتداد خارطة الأطراف المتصارعة.


 


بين الطرفين ليس هناك من نموذج أفضل، إلا بحدود لا تُعتمد مؤشرات للقياس.


 


* * *


 


هناك نُذر خطر جدي، يحوم حول لواء الحمادي، غير قابل للتبسيط والتهوين والاستخفاف.


 


إذا سقط اللواء سقطت تعز، وأضحت عدن تحت نيران مدفعية التتار والمغول، وتوحش المذاهب.


 


* * *


 


جبهة الساحل الغربي ملتهبة بالمواجهات والحرب، وجيش الطماش والطناش والخيانة في تعز، ملتزم بالتهدئة والتفاهمات مع الحوثي، على قاعدة ابتلع ما شئت بعيداً عنا، لك مطلق حرية الحركة ولنا الصمت والانكماش.


 


إنها انتهازية مقيتة، إنها خيانة ورب السماء.


 


* * *


 


“لو مات غزوان قسماً لا نحرق (…..) حرق، سنقود حرب تحرق الأخضر اليابس”.


 


هذا هو منطق إدارة الحكم بالعصابات، وإرهاق الناس بحمولات رعب إضافية، خوض تصفيات بالنيابة، وتفعيل صفحة قُيدت ضد مجهول.


 


السلطة العاجزة عن ضبط حرب عصابتين، هي ليست سلطة عاجزة فاشلة وحسب، بل هي سلطة عصابة أُم، ومرجعية تحريك بيادق ورقعة احتراب كل المافيا.


 


إن غادر غزوان سيأتيكم ألف غزوان، إن مضى القبار الأب، هناك قبار ابن في الطريق.


 


أما إن رحل الحزب الحاكم من على صدر الناس، ستتلو المدينة آخر آية من سورة الخلاص، الأرض المالحة السبخة التي أنجبت غزوان، ستنجب من رحمها الولود بالشر، غزوان وغزوات متعاقبة.


 


* * *


 


باعثاً صورة تخرج دفعة، بطول شارع تعزي غير مسفلت، من معهد أم القرى ونور الهدى، قال: هل عندك أستاذ خالد اعتراض؟


 


قلنا:


 


أعطيناكم مدينة لإقامة نموذج دولة عدل، تخريج دفعات اختصاص علم وطب، أعطيناكم مدينة الكفاءات العالية، مدينة أم الجامعات، مدينة أبناؤها ينتشرون وينشرون العلم على امتداد الخارطة، فأعطيتمونا معاهد أم القرى، وممارسات العفرتة على الشعب وجنود أم الصبيان والأبلسة.


 


أعطيناكم مدينة كاملة الكتاب، والفكر الرحب والعقل المنير، فأعطيتمونا مدارس تحفيظ موروث السلف والبنا، حلقات الكآبة وسرقة الأطفال، من فصول الدرس إلى ساحات، تلقين الكره والضغينة وميادين القتال.


 


لقد فشلتم بالامتحان، في إقامة نموذجكم المدني، سلموا العهدة أيها الحكام، وأعيدوا لنا من بين ظلامية حكمكم تعز.


 


 


 


 

Exit mobile version