مقالات

خصم مدجج بالكره

 


الجنوب أمام خطر حقيقي ومسؤولية تاريخية وهو يحاصر من كل الجهات، ويتحين أكثر من خصم مدجج بالكره ورغبة الانتقام أن ينقض عليه كنسر جارح، يأخذ من لحم ثرواته قطعة يربض ولا يفر.


ومع إدراك الجنوب بحجم المنتظر من مخاطر، إلا أنه يقاوم قطعان الدين السياسي، بشقيها المذهبيين المختلفين بالطقوس، المتفقين على تدمير كل ما هو مدني، أو يشكل نواة تبشير بمدنية ممكنة، في بلد مكبل بالقيم التقليدية المنغلقة، المتزمتة المحافظة.


وإذا كانت الضالع بوابة صمود، وعلامة نصر فارقة، فإن شبوة هي الأُخرى تقاوم ما استطاعت استماتة علي محسن باختراق أبين ومن ثم عدن، كبديل وتعويض عن هزيمة مذلة في نهم ومأرب والجوف.


الخطر المضاف لجملة تلك التحديات، هو ما يحدث للواء ٣٥ مدرع من محاولة اختراقه، وتفكيكه وحرف مهامه وأولوياته، من مواجهة الحوثي إلى الزحف باتجاه الجنوب، وتشكيل خاصرات انقضاض أخرى، تكمل الطوق وتغلق الكماشة، لتبدأ عملية الزحف من كل الاتجاهات.


وأياً كانت صدقية وبطولة ناس عدن، إلا أن تشتيت الجهود على أكثر من جبهة، مع عدم الثقة الكاملة بموقف إقليمي جاد، وحاضن أمين وداعم لسلطة عدن، يجعل الخطر ينتقل من خانة المحتمل إلى خانة ألف الخطر الوشيك والمميت.


على ممسكي ملف الجنوب، وهنا اقصد الانتقالي والقوى السياسية الأخرى، أن يتحلوا بقدر من النضج السياسي وبعد النظر، وأن يردموا الفجوات المتعددة الجاهزة، وأولها دعم وإسناد اللواء ٣٥ مدرع، الذي سيشكل، إذا ما تم السيطرة عليه، رأس رمح الغزو القادم.


الحزب الحاكم بتعز يترجم، بدون مواربة، أفكار الجنرال القاتل علي محسن، ويعلن صراحة أن عدن أولوية، وإن استدعى الأمر تقديم التنازلات للحوثي، والتحالف مع الشيطان نفسه.


عداء حزب الدين السياسي علني، تستطيع لمسه من خلال التعبئة، وحالة التوثب والتحفز ليس لدى التشكيل العسكري، بل حتى على المستوى السياسي، وبين أوساط أعضائهم المنظمين على هيئة ميلشيات مسلحة، في حالة استعداد قصوى لتلبية نداء وداعي المرجعيات المشيخية الدينية، للانقضاض وتدمير عدن.


نحن بحاجة ماسة وملحة إلى تدوير زوايا النظر، والتفكير خارج الصندوق، وإبداع شكل جديد للتحالف الوطني واسع النطاق، لدرء الخطر ليس على الجنوب، بل وكبح جماح سيطرة حزب الإسلام السياسي على كل مفاصل اليمن.


إزاء كل هذه المخاطر، ليس هناك من فائض وقت، ليس هناك من ترف انتظار.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى