لو أني تعرضت لاعتداء من أحدهم لما ترددت في أن أدخل يدي من فمه وأسحب أمعاءه للخارج، فما بالكم برئيس تعرض لمحاولة اغتيال وحشية نسبة نجاته قاربت الصفر!
ما الذي تظنه قد يخالج عفاش الذي حكم 33 سنة بعد أن نجا من حفلة شواء نالت من هيبته ومكانته لدى الملايين من مناصريه!
تجنب عفاش الانتقام مباشرة ـ وهو يملك السلطة والعتاد والمال والرجال ـ من خصوم مارس معهم السياسة بأخلاقها ولؤمها لسنوات طويلة، ليتعاملوا معه بكل هذه الخسة والنذالة ليسقطوا البلد في قاع لا نهاية له.
ولست في وارد إدانته أو التبرير لفعلته، فطالما كان الانتقام نزعة بشرية وإن غير سوية لكنها تبقى غريزة إن أعمت صاحبها تودي به للتهلكة.. إلا أن من دفعه للتحالف مع الحوثي والانتقام هو من نفذ عملية اغتياله الآثمة والحقيرة ـ وهي حقيقة يهرب الكثيرون منها ـ فغالبا ما كانت مثل هذه المسالك القذرة نتائجها وخيمة على مستوى الأفراد والدول.
العاقل من يراجع تقييم المواقف والأحداث حينما يتمترس الحمقى للدفاع الأعمى عمن صعدوا على أحلامهم، ليغادروا بكومة من العار والفشل يبحثون عن سفارات وإقامات في الخارج وهم يقلبون أيديهم على اللا شيء وتصفيقات لئيمة لحشد من المهرجين في الداخل.
على ماذا تدافعون بالضبط؟ على النموذج المدهش لحكم جماعة ما قبل فكرة الدولة في تعز مثلاً، وكيف أن المدينة تئن ليجد مجموعة من الأغبياء صورة تخرج 300 حافظ للقرآن مناسبة للاحتفاء بها كإنجاز استثنائي عظيم!
لست ضد الدين وممارسته كسلوك فردي، لكني ضد استخداماته في السياسة وضد أي تعليم ديني خارج مدارس ومعاهد وجامعات الدولة.
على أن نهمكم للسيطرة على عقول الفتية لا يجعل منكم نموذجا مختلفا عن الحوثي أو أي جماعة دينية أخرى كل همها السيطرة على الفرد وإعادة صياغة وعيه وقولبته.
ثمة مغالطات كبيرة، وهي نتيجة طبيعية لحزب يملك قدرة فائقة على التزييف وقلب الحقائق والدجل.
ويكفي أن تتذكر حملات الشيطنة المنفلتة ضد العميد عدنان الحمادي لينتابك شعور بالغثيان من جماعة لن تتوانى عن سحق من يقف معها في ذات المترس ما لم يكن تابعا ذليلا لها!
كما لا يجد الإصلاحي حرجا في أن لا يستخدم عقله بل ويفاخر بهذا وهو يسخر من غدر الحوثي بحليفه عفاش وكأن الاخوان منحوا الحمادي درع الفارس الأول.
كم تبدو الحياة مرعبة في بلد تشبه السير في حقل من ألغام الأعداء والأصدقاء لا تعلم أيهما سيرسل أطرافك ورأسك لعشرات الأمتار.