في جريمة اغتيال عدنان الحمادي، صدرت مذكرة حضور لعشرة من المتهمين بتعز، بالتحريض على اغتيال الشهيد البطل، وقوائم أخرى لمطلوبين خارج اليمن.
جريمة اغتيال عدنان جريمة عابرة للحدود، مخطط لها على أعلى مستوى سياسي، مطلوب جلب الرأس قبل الذنب.
حان الوقت، شباب، لاستعادة زمام مبادرة الضغط، حتى تتدحرج عتاولة القتل والرؤوس الثقيلة.
نحن لسنا مع لفلفة قضية الشهيد عدنان، والبحث عن أضاحٍ من نشطاء العالم الافتراضي، نحن مع جلب عتاولة القتل، وعدم طي ملف القضية، وتقييدها ضد القاتل السيد فيس بوك.
ولكننا أيضاً مع محاسبة ومساءلة، وبالقانون، كل من يطلق رصاص التخوين والتآمر، الذي يقود بدوره إلى تسويغ وتبرير القتل.
على الجميع أن يدرك أن الكلمة دكاكة أسفلت، ترصف الطريق إن أُسيء استخدامها، صوب القتيل المستهدف.
اغتيال السمعة، ونزع صك الوطنية عنك، هو توقيع على بياض أنك قتيل قادم لا محالة.
ومع ذلك لا أحد يقبل أن تكون مجموعة “الفيسبوك” قنبلة دخان، للتغطية عن القتلة الفعليين، إلى جانب تجريم التخوين والاغتيال المعنوي. ابحثوا عن لوردات القتل، ومافيات الاغتيال.
الطلقة تبدأ بكلمة من على منبر جامع أو ميكرفون خطابة.
قتلوا جار الله بخبر ملفق من خمسة أسطر، في جريدة مغمورة لم يسمع أحد بها، خبر يقول “إن جار الله يعارض حكم الإعدام”، ثم رموها بوجه قاتل مهووس، وأعطوه فتوى إطلاق الرصاص.
حين تصل حد التحريض والتخوين والتكفير، تتحول الكلمة إلى طلقة، وقصف نفسي، وإعداد غطاء اغتيال.
أنا ضد محاكمة الرأي، اكتويت منه كثيراً حد البلغم، ولكني أجيد التفريق بين الرأي المدافع عن فكرة، والحرف الداعي إلى الكراهية، والحض على القتل، دون أن يعلن ذلك علانية.
هناك ميثاق شرف إنساني قبل أن يكون مهنياً، يضاعف من مسؤولية الكتابة، ويجب على المشتغل عليها أن لا يقع، أياً كان السبب، خلف أجندات توظفه دون دراية كافية منه، في تصفية حسابات سياسية ومذهبية بين الخصوم، وجعل قلمه منصة قصف ضد المخالفين، تتخطى خلاف الرأي والسياسة إلى التجريح بالوطنية وقذف الآخر بالعمالة والارتزاق.
لا توجد شعرة فاصلة بين مناقشة الفكر وبين التخوين، بل هناك مسافة قارة بينهما، من يرميك بالخيانة الوطنية العظمى يكون قد أصدر عليك حكم الإعدام، بدراية كاملة أو بجهالة كاملة، ولا يهم بعدها من سيطلق الرصاص، مهمتك تكون قد انتهت بتهيئة المناخ النفسي لتقبل المجتمع لجريمة القتل.
وهنا المسافة الكاملة بين الشراكة بالجريمة، حتى وإن كنت غير مدرك الأبعاد، وبين حق النقد، تكون قد تلاشت حد الصفر والعدم.
نحن نتضامن مع الرأي، ونرفض كتابات التخوين والكراهية والقتل بالجملة والحرف والقلم.
الناشطون ضحايا لرؤوس بيت خبرة القتل المطلوب، سوقهم قبل غيرهم إلى قفص الاتهام، نعم الناشطون هم ربما ضحايا لا جناة.
المهم أن لا يدفع هؤلاء الثمن بدلاً عن الأسماء القيادية المخططة والممولة والمنفذة، كقرابين تضحية.