مشاورات الأردن.. رائحة شواء
ما يجري في الأردن منذ أيام من تفاهمات مالية بين حكومة صنعاء وحكومة معين عبدالملك بشأن توحيد عمل بنكَـــيّ: صنعاء وعدن المركزيين، والجهود التي يبذلها المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيت للمّ شمل بعض القوى اليمنية في طاولة مشاورات لا تتم، أي التفاهمات، بمعزلٍ عن الإرادة والموافقة السعودية بل بإيعازٍ منها لشركائها المحليين.
فأي تقدم يُــحرز بمشاورات البنكين سيمثّــل دفعة نحو مشاورات سياسية وهي رغبة سعودية على ما يبدو، خصوصاً وأن الرياض التي كشفت بالأيام الماضية علناً ولأول مرة عن حوارات سرية ظلت تجريها مع الحركة الحوثية “أنصار الله” بعد شهور من التكتم دون إشراك الحكومة الموالية لها، أكدت أن ذلك الحوار لن يتأثر بالتصعيد العسكري الأخير في الجوف ومأرب والذي كان صادما للمملكة وأحدث لها ارتكاسا عسكريا جديدا، ولا بإسقاط طائرتها الحربية، مما يعني أنها ماضية قُــدما ولو على استحياء وعبر شركائها المحليين باليمن صوب طاولة التسوية السياسية الشاملة، يعزز رغبتها هذه الجهود الدؤوبة التي يضطلع بها المبعوث الأممي، بعد أن أدركتْ أن حليفها بــ”حكومة معين”، وتحديدا حزب الإصلاح غير جاد بالتوجه شمالاً، بصرف النظر إن كان هذا التمنع الإصلاحي ناتجا عن حسابات حزبية وسياسية أو عن عجز عسكري، فالأمر بالنسبة للسعودية سيّــان طالما والنتيجة هي محلك سرك.
باختصار ثمة رائحة شواء نفاذة تنبعث من فوق الموقد السعودي، وعلى يد الشيف جريفيت.. ولكن ربما بغياب كبير القوم “المجلس الانتقالي الجنوبي”.
فبغياب العريس لا معنى للعرس ولا للوليمة.