ما حدث لهبة يوسف الصلوي، المعيدة بقسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء، إن ثبت صحته بالأدلة القاطعة، من قذف علني أمام الزملاء والطلاب، لمجرد تقديم تحليل مختلف عن قناعة الدكتور، هو جريمة ليس بحقها وحسب، بل جريمة بحق تقاليد وقيم العلم، وفضائل صفات التعلم والتعليم.
جريمة تستحق تضامن الدكاترة والمعيدين والطلبة، جريمة تستوجب العقاب المزدوج، الأكاديمي من جهة والجنائي القانوني من جهة أُخرى.
معقول هل لدينا من لا يزال يحمل لقباً مغلفاً ملفوفاً بورق شهادة دكتورة، بدرجة تعصب مقيت.
على الجامعة أن تتحرك لحماية محراب العلم، وإرساء قيم الحوار والاختلاف، وتعددية التحليل والقراءة والرؤى.
إن لم نتعلم هذه الصفات، ونؤصلها بين طلاب الجامعة، فلن نبذرها في ممارساتنا اليومية، ما بقي لنا من عمر وحياة.
تضامننا بلا حدود مع الأستاذة هبة.
* * *
الحوثي ماض بأهدافه الماضوية كطلقة إلى الأمام، ماض كحد سيف خلف التماعات نواياه المتخلفة.
الحوثي ينتصر ليس لأنه قوي، الحوثي ينتصر لأن لدينا عصبة لصوص، ينتصر لأننا قيمياً واستقامة سياسية وقيادة جيوش حرب، ضعفاء.. وتلك بصدق جارح، هي كل المسألة.
من عدن إلى صنعاء إلى المنافي وكل اليمن:
لا تألهوا الزعماء حتى وإن كانوا موتى، من يؤله زعيمه، فإنه يعطي الحق للحوثي أن يجعل من قاطن مران، مبعوث السماء ونصف إله.
هل دخلنا مرحلة الفرز المناطقي الجهوي السياسي؟ نحدد سلامة النوايا من خلال شهادة الميلاد، العداء أو السلمية من خلال اللكنة، الإرهاب أو المدنية، من خلال ملاعب الصبا والجغرافيا والمنطقة.
فرز الناس على أساس الهوية إن حدث، خطر وهو مقدمة التطهير بمسمياته المتعددة، هو لا يحقق هدفاً بل يدمر أكثر من هدف وطني، بضربة حمقاء واحدة.
إن كان لديك على أي أحد، أي مستمسك أمني، لا ترحل الناس خبط عشواء، بل اجمع الأدلة، خُص ولا تعم وحاكم.
الجغرافيا لعنة ستنصرنا اليوم، وتهزمنا غداً.
نقطة آخر السطر