أسوأ من خسارة المعركة هو أن يخسر الخاسر القدرة على التماسك في اللحظة التي يتعين عليه فيها أن يستوعب قيمة التضحيات التي قدمها، وأن يحترم قراره بالتصدي والمقاومة واستعادة الدولة المنهوبة.
التدافع نحو تبادل الاتهامات عند كل انكسار هو مظهر لهشاشة الموقف تجاه خطورة اللحظة، التي إن استطاع فيها الخصم أن يحول الانكسار في ميدان المعركة إلى انكسار معنوي شامل فإنه يكون قد زرع الهزيمة في المكان الذي تتناسل منه بعد ذلك الانكسارات والهزائم.. إنه المكان الذي يستحضر فيه “المقاوم”، على كافة الأصعدة، الإجابة الصحيحة للسؤال: لماذا يقاوم؟
مهما كانت قساوة اللحظة.. فإن هذا هو المكان الذي لا يجب أن يرتبك، أو يشوش.
علينا أن ندرك حجم التعقيدات التي ورط فيها الانقلابيون اليمن، وهم لذلك منسجمون مع منهج التدمير الذي لا يعني لهم فيه الوطن شيئاً أكثر من كونه جغرافيا مفتوحة للقتال والتدمير وسفك الدماء.. إن مقاومة هذا المنهج ورفضه لا بد أن يبدأ في المكان الصحيح الذي أشرنا إليه، والذي تصبح معه ميادين المعركة هي القوة المادية المجسدة لهذه المقاومة ولهذا الرفض .