وجهة نظر حول مخطط الحوثي لإسقاط تعز
عقب سقوط الجوف وجد التعزيون أنفسهم بين أخذ ورد وتحليل وتحذير حول موضوع عنوانه “مخطط إسقاط تعز”.. وبطريقة تتجه يوماً بعد آخر نحو الانهزامية خلافاً تماماً لنقاشات سابقة كانت تدور حول إعلان ساعة الصفر لمعركة استكمال التحرير.
ففي هذا الشأن أود أن أوضح بأن:
الحوثيين في الظرف الحالي ربما يسعون وبكل جهد لمهاجمة تعز الساحلية بهدف إسقاطها أو بعضها كنوع من البحث عن انتصارات فيها تعد استراتيجية وهامة محليا ودوليا.
بينما تعز المدينة تحديدا في الظرف الحالي فلا أعتقد بأنهم سيسخرون جهودهم وامكاناتهم لمعارك إسقاطها في وضعها الحالي وذلك لتميز المدينة بالآتي:
أولاً: كثافة سكانية مهولة ضحاياها كبيرة سيترتب عليها إدانات وضجيج دولي وتدخلات إنسانية ليست بصالحهم إطلاقا ولن يحسموا معركة إسقاطها مطلقا.
ثانياً: ستقودهم إلى حرب شوارع تستنزف كل طاقاتهم البشرية والمادية إلى ما لا نهاية.
ثالثاً: ليست هدفا استراتيجيا عسكريا أو اقتصاديا خلافا للساحل الاستراتيجي ومديريات الحدود الجنوبية.
رابعاً، وهو الأهم: فتعز المدينة بوضعها الحالي وفقا لتقارير التقييم المحلية والاقليمية والدولية الإعلامية والرسمية تعد نموذجا لوضع منفلت امنيا واداريا وقضائيا وحقوقيا تتناوله نقدا وادانة الكثير من القنوات الدولية.
ولذلك فإن الحوثي يرى في ابقائها كنموذج سيئ لواقع سلطات الشرعية وليستمر في تقديمها كبرهان عملي يؤكد فشل الشرعية وخصوصا بانها تدخل ضمن تصنيفات نموذج سلطات الإخوان “حزب الإصلاح”.
وبالتالي فإن الحوثي سيعمل على ابقائها دون هجمات الاجتياح مع تكثيف جهوده بطرق غير مباشرة على تغذية المزيد من الاختلالات الأمنية والصراعات البينية المسلحة التي تتنامى بأطر مختلفة فيما بين الاقطاب والمجاميع المسلحة وتتجدد صراعاتها من حين إلى آخر باستخدام آليات ومعدات الجيش والامن وعلى طريقة مسميات غزوانية متعددة.
ناهيك عن ازدواجية التعامل الامني وما يصاحبها من فوضى واجتياح للمؤسسات واحتلال للمساكن والمقرات وهو الوضع الذي يراهن الحوثي على ان يظل مستمرا في المدينة على أمل ان يجني من خلاله مكسب التذمر الداخلي للحاضنة المجتمعية ضد الشرعية وتحصين حاضنته خارج المدينة من فكرة الترحيب بالتحرير من خلال تخويفها من نموذج المدينة.
خامساً: رهان الحوثي على معارك يرى بانها مرتقبه فيما بين جماعات الإصلاح ومحيطهم الانتقالي أو قوات طارق أو استهدافهم من قبل التحالف.
إزاء كل ذلك فالحذر مطلوب في كل وقت وحين ويجب أن يرافقه إجراء عمليات تصحيح مسؤولة للاختلالات الأمنية وضبط السلاح المنفلت وتسليم مرتكبي الجنايات وإخلاء للمؤسسات والمنازل من المسلحين وإعادة تقييم العلاقات مع بعضنا ومع محيطنا و… الخ.