مقالات

الحديدة.. بوابة النصر القريب

 


تستقبل دولة الإمارات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الممثل الأول للشرعية اليمنية التي عمل التحالف العربي على استعادتها، والتي ضحت السعودية والإمارات بدم أبنائهما الأبرار نحو تكريسها واقعاً حيّاً في الواقع، تستقبل الإمارات الرئيس هادي، فيما بشائر النصر تقترب لتطوق القلوب بعبارات التفاؤل والأمل، وها نحن اليوم على أبواب مرحلة جديدة ومهمة وفارقة من مراحل حرب سلام اليمن، التي يتأكد العالم أنها حرب من أجل تحقيق سلام اليمن والمنطقة، وحرب تخليص اليمن من عصابة الحوثي التي انقلبت على المسار السياسي المتفق عليه من قبل أطرافه جميعاً، بمعرفة مجلس التعاون والجامعة العربية والأمم المتحدة، نحو تنفيذ الأجندة الإيرانية بأطماعها الطائفية التوسعية.


لا بد من التأكيد أولاً على أن زيارة الرئيس هادي إلى أبوظبي تأتي في سياق التشاور حول اليمن، وهو سياق لم ينقطع منذ فجر الأزمة، حيث عمل التحالف العربي برئاسة السعودية، وبمشاركة الإمارات الفاعلة، على تكريس الشرعية بكل السبل الممكنة، وكانت الدبلوماسية النشطة والمؤثرة في طليعة ذلك. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فإن الزيارة بتوقيتها الاستثنائي رد بليغ الدلالة على ما يروجه محور الشر بقيادة الدوحة حليفة طهران.


والحقيقة غير الإشاعة. الحقيقة تدحض أكاذيب المشككين والمرجفين، والحقيقة أن التحالف العربي بقيادة السعودية ماض في حرب سلام اليمن إلى آخر الشوط، والوصول إلى النصر الكامل. التحالف هناك لتنفيذ خطة مرسومة بحرص ووعي، ضمن حلقات متصلة، متماسكة، ومتسقة مع بعضها بعضاً، ووجود التحالف اليوم على أبواب الحديدة يعني، بالضبط، وجوده على أبواب النصر القريب.


لن يسمح التحالف بعد اليوم بوصول الأسلحة الإيرانية لعصابة الحوثي عبر ميناء الحديدة، ولن يسمح بتعطيل أو حتى تأجيل عمليات الإغاثة، بما يضمن تخفيف المعاناة الإنسانية عن شعب عربي شقيق وعريق ويستحق ما هو أفضل، حيث إن تحرير الحديدة سيعزز الجهود الإنسانية في اليمن، وفي الخطة تدشين جسرين إغاثيين، بحري وجوي، مباشرة بعد انتهاء العمليات العسكرية، كما لن يسمح التحالف العربي بالمزيد من تهديد حرية الملاحة البحرية الدولية، وذلك عبر شلِّ يد الحوثي وهو يستخدم الألغام البحرية.


ثم إن في تحرير الحديدة، إلى جانب تقريب الظفر الكبير باستعادة كامل التراب اليمني وقاية للمنطقة، وللملكة العربية السعودية خصوصاً من اعتداءات عصابة الحوثي وصواريخها البالستية الإيرانية التي صنعت في إيران.


ليست الصواريخ الحوثية وحدها، فالفكرة الحوثية في الأساس صنعت في إيران، والحوثي إنما صناعة إيرانية خالصة، وكل المؤشرات اليوم إلى أن نهايته اقتربت، نحو تخليص اليمن والمنطقة من شروره، ونحو يمن حقيقي في انتمائه إلى نفسه وإلى عروبته.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى