خبر زلج.. السارق برأسه قُشَاشَة !
منذ فترة والأخ عبد الله نعمان، الأمين العام للوحدوي الناصري, يتعرض لحملة إعلامية لافتة للنظر من قبل إعلاميي ونشطاء حزب الإصلاح, دون أن نجد لها أي مبرر يجيز لهم هذا السلوك المعادي للرجل وتنظيمه السياسي .
تضاعفت الحملة المعادية لـ “نعمان” عقب مؤتمره الصحفي، الذي عقده، الخميس الماضي، في مدينة تعز, وتطرق فيه لراهن الأوضاع، وإلى من يتحمل مسؤولية الإخفاقات العسكرية والسياسية التي منيت بها الشرعية والتحالف الداعم لها .
خمس سنوات من المواجهات العسكرية المتقطعة لم تقد إلى أي نتيجة فيما يتعلق بإنهاء الانقلاب وعودة الشرعية, على العكس تمكن الحوثيون، خلالها، من تحقيق انتصارات ميدانية كبيرة، رغم الحصار العام، وبما أكد أن قيادات الشرعية ليسوا بأكثر من تجار حرب، استطاعوا خلالها تكوين ثروات ضخمة, وبالتالي فإن أداءهم- وفي المقدمة العسكري- ظل في حدود ما يضمن لهم تحقيق مصالح استمرار تدفق مال التحالف.
خلال هذه السنوات من الاقتتال والجوع والتشرد والبهذلة, بدت الأحزاب السياسية جزءاً من النسيج الانتهازي حين قبلت قياداتها الحركة في إطار مربع لا يتجاوز ثقافة “ما عيوقع لنا”، وبما قدمها، في النهاية، ضمن سلطة فساد تعمل ما استطاعت من أجل استغلال الظرف العام وتوظيفه بما يمكن وصول أيديهم المدنسة حيث تستطيع, دون اعتبار للنتائج المترتبة على نهجهم المدمر لحاضر ومستقبل البلد.
أكثر من خمس سنوات على ما نحن فيه أفقدت الأحزاب مبررات وجودها, حين ذهبت تواري غيابها وعجزها، والتذكير بنفسها خلف بيانات التعازي، وبعث التهاني في المناسبات الوطنية, في وقت يفترض بها أن تشكل طليعة التغيير، وتمثل أحلام الناس، وتقودهم صوب تحقيق أهداف إيجاد وبناء الدولة الوطنية, في ظل تنامي وتسيد المشاريع الصغيرة المترتبة على هذا الغياب.
أمين عام الوحدوي الشعبي الناصري، المحامي عبد الله نعمان, كان صادقاً وجريئاً بما يكفي، حين قرر التغلب على هذا الواقع وتجاوزه، من خلال عقد مؤتمره الصحفي, وقيامه بمكاشفة اليمنيين، ووضعهم أمام حقائق مجمل ما يمر به البلد من أحداث, بما في ذلك تسمية الأطراف والشخصيات المتسببة في حدوث وتراكم الإخفاقات العسكرية والهزائم التي منيت بها الشرعية ومعها التحالف, وفي مقدمتهم الرئيس هادي ونائبه علي محسن .
مكاشفة الناس تدخل في صميم مسؤولية القائد السياسي, وهو ما قام به الأخ “نعمان” المتواجد في اليمن، على عكس القيادات الحزبية والسياسية المقيمة في الخارج, فقد كان صريحاً بما يكفي، وجريئاً حد تأكيد نهجه الوطني وانتماءه القومي, في وقت كان باستطاعته غض النظر، والتعاطي مع معطيات الظرف وفقاً لمصالحه التي غرقت بها الكثير من الوجوه، التي نأسف على منحها قدر من الاحترام في فترة ما .
ردة فعل “الإصلاح” تجاه ما صدر عن الأخ “نعمان” كان واضحاً, بدءاً من قاعة المؤتمر، مروراً بشبكات التواصل الاجتماعي، ومواقعهم الإخبارية العديدة؛ قرأنا ذلك من خلال طفح مجاريهم الإعلامية ونشطائهم المكلفين بمثل هذه المهام كما جرت العادة.
ردة فعل “الإصلاح” أكدت حقيقة ومضمون مواقفه المثيرة للشك والجدل, لن يكون آخرها ما جرى في “نِهْم”، ومن ثم الجوف، وقريباً مأرب، وقد تليها تعز, خاصة إذا ما ربطنا هذه الانتكاسات بوجود المبعوث الدولي “جريفيث شرف الدين” في مأرب, وربط هذا التواجد بما جرى في الحديدة .
عكس موقف الإصلاح المتذمر من اللقاء الصحفي للأخ “نعمان” وما صدر عنه, ترجمة للمثل الشعبي “السارق برأسه قشاشة”.