انكسرت هيبة الحوثيين وانهارت معنوياتهم بسبب الهزائم المتتابعة التي لحقت بهم، وأذاقت كتائبهم العقائدية والمتخصصة وقادتهم الويل..
ما بقى مجرد تفاصيل، فكثير من المتعلقين لأسباب مختلفة بهذا المشروع الكهنوتي العنصري سينفضون من حوله، مثل عقد مسبحة، كلما شعروا بالأمان وانتهاء سطوتهم وحكمهم بالحديد والنار، وشراء الولاءات، والفرز الطائفي، وسيجدون أنفسهم وحيدين يواجهون الموت والاعتقال، ومن نجا منهم سيكون “شمبانزي” في الجبال حتى ينقرض مع مشروعه المتخلف.
إن سكوت الهاشميين والتيار السياسي في أنصار الله عن أفعال الحوثيين الرعناء لن يطول، وخصوصاً أن الكثير منهم أضحى مدركاً لفشل المشروع الحوثي وفشل عبدالملك الحوثي في القيادة لعدة أسباب:
الأول: أنه أقحم الهاشميين والزيدية في حروب وصراعات لها تاريخ مثقل بالثأرات والاحتقان والكراهية، سيظل يرافقهم لعقود قادمة، ويدفعون ثمن ما اقترفت يد رجل مهووس وغبي ومريض يدعى عبدالملك الحوثي.
الثاني: أنه أزاح رجالات الهاشميين المؤهلين من المشهد، واستخدمهم كمظلة فقط، وجعل ما يظهر على السطح فتيان صغار مغمورين مشبعين بالولاء وحاملين لفيروساته العنصرية وأوهام الاصطفاء والتطرف والطبقية، التي راكمها بالتزوير منذ ألف واربعمائة عام.
الثالث: تغييبه للمشروع السياسي، وإقصاء أي دور للسياسيين، والاعتماد على أحقيته بالقيادة واتخاذ القرار إلى الأبد، حتى أصبحت الحركة تعيش في دائرة ضيقة من حاشيته وأسرته.
الرابع: تصنيف المجتمع وفرزه على أسس ومعايير طبقية عنصرية، واعتماده على الحرب كاستراتيجية رئيسة تضمن بقاء نفوذه، تحت شعارات فضفاضة وصعبة التحقق.
الخامس: إدخال الحركة ومشروعها السياسي في علاقات عداء شائكة مع المجتمع اليمني والإقليم والعالم.
السادس: أضاع العديد من الفرص السياسية التي توفرت له ولحركته، ولم يحسّن اقتناصها للحكم والمشاركة تحت ظل الدولة، وراح يهدم المشروع السياسي والدولة، واختار الوجود كجماعة ميلشاوية مسلحة بدون مشروع وطني، ترتهن لإيران وتحاول محاكاتها وتنفيذ مشروعها السياسي والفكري الغريب عن اليمنيين.
السابع: أحال البلاد إلى مقابر، ولم يغدٌ هناك من حديث سوى عن الدم والموت والسلاح، حتى سكنت المآسي أغلب البيوت اليمنية، بعد أن دمر طاقته الشابة، وقتل الحقوق المجتمعية المكتسبة في التعليم والصحة والتنمية والحياة الكريمة.
الثامن: العبث بالمكتسبات الوطنية والوحدة الوطنية، وتمزيق النسيج الاجتماعي، وفرض الرأي الواحد، وعدم احترام التعددية السياسية، ونكثه للاتفاقات والعهود مع كل الأطياف المجتمعية، ما أدى إلى فقدانه للمصداقية وفقدانه للحاضنة الشعبية.
التاسع: اختزال اليمن في شخصه وجماعته المسلحة، واعتبار الشعب اليمني مجرد تابع يسهل تطويعه بالقوة، دون أي اعتبار لاحتياجاته وحقه بالحياة الكريمة، والنظر إليه بدونية وانتقاص.
العاشر: عدم احترامه للحقوق الخاصة والممتلكات، واعتبار كل شيء ملكاً مكتسباً له ولمشرفيه وقياداته التي تلطخت بالفساد.
إن كل ماسبق يفرض على الهاشمية السياسية، في إطار أنصار الله أو ضمن الأطر السياسية الأخرى، اتخاذ موقف ضروري الآن وإن كان ذلك متأخراً فإنه أفضل من أن لا يأتي أو يظل يترنح، حتى يجد نفسه وقد أصبح ضحية يدفع فاتورة أخطاء مكلفة، راكمها بغبائه عبدالملك الحوثي مع مجموعة صبيان مراهقين.
لا تصدقوا خطابات ومغالطات هذا المعتوه ولو ظل يخطب مدى الدهر، فهو فقط يريد ان يدخل المزيد من ابنائكم وأهلكم في المهالك.
لا تسمعوا لتوسلاته وانه المدافع عن اليمنيين وكرامتهم وهو اول من اهانها وشرد اَهلها ومارس التنكيل والتجويع والتفجير بحق المنازل والمدن..
هذا المعتوه هو من جلب كل هذا الدمار والخراب ومازال يتباهى انه سيحارب الي يوم القيامة..
وعلى الجميع أن يعرف أن المشروع الحوثي يكتب نهايته المقيتة الآن وأن ما تبقى مجرد تفاصيل.