مطار الحديدة.. نصر استراتيجي
معركة تحرير مطار الحديدة مثلت انتصاراً استراتيجياً، على الصعيد اليمني والعربي في سياق المعركة ضد عصابة الحوثي والمخطط الإيراني الذي يستهدف اليمن والمنطقة والأمن القومي العربي.. انتصاراً هزّ العالم، سطّره الأبطال من جيل الكبار، ممن حملوا الأمانة ويسيرون على درب الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر و22مايو، ويخوضون معارك شرسة ضد عدو شعبنا الأول ولا يلتفتون للترهات والخزعبلات التي تعشعش في عقول الأمراض..
وتتجلى أهمية هذا الانتصار الاسطوري، بالفرحة التي تغمر جماهير الشعب في كل أرجاء اليمن ويشاركنا في ذلك الأشقاء والأصدقاء.. انتصار أزاح جبال الأحزان والانكسارات والخوف الجاثمة على صدور اليمنيين منذ أربع سنوات ويرسم الابتسامة في وجيه الملايين الذين هدهم الحزن كما هد يعقوب لفقدان يوسف عليهما السلام، وأعاد الأمل والثقة للجميع بحتمية استعادة نظامنا الجمهوري وتحرير الشعب اليمني من عصابة الحوثي الكهنوتية الإيرانية، والقضاء على أدوات الحرس الثوري التي تهدد أمن واستقرار اليمن ودول الجوار.
لقد ألقى الحوثي ومن يقفون خلفه بكل ما لديهم من قوة لكسب هذه المعركة، فحشدوا مليشياتهم من مختلف المحافظات ودفعوا بهم للتمترس حول وداخل المطار الذي تبلغ مساحته 20 كيلومتراً، ولم يكتفوا بذلك، بل قاموا بتفخيخه بالألغام والعبوات الناسفة والمتفجرات، لكن ذلك لم يثن أبطال المقاومة الوطنية المشتركة – حراس الجمهورية – من اقتحام المطار وإلحاق هزيمة نكراء بعصابة الحوثي التي تعد بالنسبة لهم الأكثر قوة على مستوى الساحل الغربي واليمن.
هذا الانتصار التاريخي دشن مرحلة جديدة في مسيرة نضال شعبنا لاستعادة النظام الجمهوري الذي حاولت عصابة الحوثي الكهنوتية أن تفرغه من الداخل وتعيد إنتاج النموذج الإيراني وولاية الفقيه تحت مسمى الجمهورية.. وهي محاولة ومؤامرة كادت أن تتحول إلى واقع بقوة النار والحديد في ظل عدم تحقيق أي تقدم عسكري ميداني في بعض الجبهات المهمة، بيد أن أبطال الشعب اليمني هزموا الحوثي في المطار ليس عسكرياً فقط، بل هزموه سياسيا ونفسيا ومعنويا واقتصادياً، ومرغوا هيبته بالوحل والتي فرضها بالإرهاب والقتل وتفجير البيوت، حيث فقد أكثر من 70 % من كبار عناصره الإرهابية والذين كانوا ينتشرون في العاصمة والمحافظات، وتم دفنهم في أرض تهامة، خلال الثلاثة الأشهر الماضية.
نستطيع القول إن الانتصار الاستراتيجي الذي تحقق في مطار الحديدة أعاد الثقة للشعب اليمني، ولقيادات وشعوب وجيوش التحالف العربي لاستكمال هذه المعركة ضد عصابة الحوثي، خاصة وأنه ستترتب عليه تغييرات كبيرة في مختلف جبهات القتال، كما سيشجع المواطنين في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات التي ماتزال تخضع لسيطرتهم للخروج بثورة عارمة، وهذا لم يعد مستبعداً، ونتوقع انفجاراً شعبياً كهذا في أي وقت.
الجدير بالذكر، أن مطار الحديدة يعد من أكبر المطارات في اليمن حيث يضم مدرجين مدنياً وعسكرياً في آن واحد، إضافة إلى قاعدة عسكرية جوية، والذي بتحريره من عصابة الحوثي، سيصبح بمقدور الطيران الحربي استخدامه كقاعدة انطلاق لدك ما تبقى من أوكار عصابة الحوثي بأقل تكلفة وفي اختصار للوقت، كما أن هذا المطار سيمثل بوابة جديدة لليمن إلى العالم بعد مطاري عدن وسيئون، إضافة إلى إيجاد رقابة جوية للساحل الغربي تحول دون تهريب الأسلحة الإيرانية التي ظلت تتدفق لعصابة الحوثي طوال السنوات الماضية..