أحمد ياسين وأبو رأس
كلا الرجلين لم يبق منهما إلا النصف لكن الأول صطع تاريخا من الشجاعة وأحب السجن على الخنوع والشهادة على الموت بينما الثاني فظل الحياة بذلة ولم يبق منها سوى هامش الأيام.
الأول بنى حماس من العدم والثاني يهدم المؤتمر من الوجود . والسؤال الذي يطرح نفسه : هل أبو راس ينتقم من الشهيد الزعيم الذي جعل منه علما بعد ان كان نكرة ، ام ينتقم من قواعد المؤتمر التي رفعته على اكتافها وجعلت من اجسادها أرجلا يمشي عليها من المطار حتى بيته.
بدأ قبح الرجل حين تواطأ مع الحوثيين في غلق صفحة الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ولم يتوقف عند هذا القبح بل توهم أنه رئيس المؤتمر ، وليته توقف عند هذا الوهم بل صدق ظنه ، وراح يجرف قيادات المؤتمر ويحل محلها عناصر حوثية .
لست بحاجة إلى عرض وبيان قبح ممارسات أبو راس ، فهو يقدم في كل مرة هذا القبح ويعرضه أمام قواعد المؤتمر والناس بلا خجل او حياء .
وحينما يسال المرء نفسه هل حقا يعيش على الارض إنسان بمثل أبو رأس ، فإن الجواب يأتي من تلقاء نفسه متحدثا عن قبح هذا الرجل وعن حقده على حزبه ورئيس حزبه وأمينه العام .
ولست بحاجة لدعوة قواعد المؤتمر وأعضائه إلى خلعه من الحزب وأنه لم يعد له صلة بالحزب لا من قريب أو بعيد . فمن يتخلى عن دم رئيسه وامينه العام وعن مئات القتلى وآلاف الجرحى والمعتقلين ، ويتخلى عن مقرات الحزب وامواله فهو سفيه والسفيه يحجر عليه شرعا.
سأقول له كلمة أخيرة إن المؤتمر ليس كيانا ماديا يمكنك لفه بلفافة وتسليمه للحوثي . وما زال هناك بعض الوقت لتصنع لك تأريخا عظيما في ان تقف مع حزبك وتطالب بقتلة الزعيم والامين العام وإطلاق سراح المعتقلين حتى لو كان الثمن السجن أو الموت ، فلم يبق لك من الحياة سوى الهامش منها وما ذهب من العمر اكثر بكثير مما تبقى . مت وانت شامخ كزعيمك ولا تمت ميتة الأذلاء ويلعنك التاريخ والناس .