مُراعيين للموت !
المُطنن إنسان سرقت منه اشياؤه الثمينة فجأة، وماعد دري مايفعل غير يطنن. وفي الحياة كلها عموما مافيش أمة تعرضت اشياؤها الثمينة للسرقة جهارا نهارا تماما ، كما هم ابو يمن، وقلك ليش مطننين؟!
المطننة انسانة حبلت وولدت وتعبت وربت وجو ناس ثانيين شلوا المحصول الى الجبهات ورجعوهم صور ، وما مع الأم غير البكا والطنان.
المطننون ناس كان يفترض بهم ان يعيشوا الحياة برفاهية وسعادة لأن بلادهم ثرية ومافيش في الارض كلها ماهو اثرى من ارض الجنتين، لكن حمران العيون كملونا قح بم وقلك لمو نطنن؟!
ولـ”طنَانة” إنسان اليمن المُنهك عموما أذرع كثيرة تتشكل دائماً على هيئة أسئلة على نحو ” تقولوا كيف، عتسبر؟” ومع الوقت اصبح انسان اليمن هو الوحيد اللي لو التقيته في الشارع وسألته: أيش عامل يافلان؟ يقلك: ولا شي.. مراعي للموت!
بطلنا نضحك وبطلنا نهتم بأخبار النجاح وأخبار الفن وأخبار الأدب وأخبار الكورة وأخبار المفارقات الظريفة ومن صبح الله للمغيب واحنا محشورين بمتابعة مستجدات دوري القتل اليمني. وكل يوم نستيقظ من نومنا على أخبار فلان سكع فلان، وفلان بطح فلان، وفلان قتل فلان من هذا الدحيس كل يوم حتى أصبح الموت صديقنا المقرب.
وكنا من قبل نسمع عن الموت ولا نشاهده كثيرا واليوم اصبحنا نسمع عنه ونشوفه وجها لوجه ونتعرف على تفاصيله الكاملة كأي اعجاز له اشياع وانصار كثر واصبح لدينا بفضل هذه الحرب اللعينة افضل واجود انواع الموت.
موت بالرصاص وموت بالذبح وموت بدفن الناس احياء وموت يجي سفري يجي لك وانت جالس في بيتك لكن قذيفة من هنا او هناك تكون قد سقطت فوق رأسك دون ان تكون مع هذا الطرف او ذاك. موت بالهوية وبالبطاقة الشخصية وبالمذهب وبالملة ومع كل موت هناك مبررات للقتلة وهناك موت آخر ينتظر لأننا اصبحنا مع الاسف شعب في عداد القتلا والمشردين في كل قرية ومدينة وقلك ليش مطننين؟