الأئمة.. تاريخ من الهزائم في الحديدة
يحتفظ التاريخ بوقائع وحقائق تكشف عن ما يكنه الأئمة من حقد على أبناء الشعب اليمني عامة وأبناء الحديدية بشكل خاص، ففي الحرب العالمية الأولى تخلى الطاغية يحيى حميد الدين عن الحديدة وأبنائها، وتركهم يموتون في الحرب المحتدمة بين بريطانيبا والعثمانيين، بعد أن هاجم الانجليز مدينة الحديدة بعدة سفن ونكلوا بأهلها، بينما اكتفى الطاغية يحيى حميد الدين بنقل تجارته إلى الخوخة والمخا، حتى بعد انتهاء الحرب لم يطالب بعودة مدينة الحديدة، ولم يكترث لحال أهلها طوال سنوات، فاضطرت بريطانبا التي احتلت المدينة إلى أن تسلمها للأدارسة عام 1921م..
أوردنا هذه الواقعة التاريخية حتى يعرف أبناء تهامة بشكل عام أن عصابة الحوثي الإيرانية، أباً عن جد، لا يدافعون اليوم عنهم ولا يكترثون بحياتهم على الإطلاق، ولا يذودون عن السيادة اليمنية، كما يزعم ويتبجح كبار دجاليها، وإنما يدافعون عن الشريان الذي يتدفق بمئات الملايين يومياً إلى جيوبهم وبمواد الإغاثة والأسلحة الإيرانية التي تصل إليهم مجاناً.. ومثلما هرب بالأمس من المدينة الطاغية يحيى عند اشتداد الحرب العالمية الأولى، فقد هرب نجله عبدالله الذي كان أميراً على مدينة الحديدة في الحرب اليمنية السعودية وتسبب بدخول الجيش السعودي للمدينة وضحى بأهلها، بينما هرب مشرشفاً إلى صنعاء كما يهرب اليوم الحوثة بالشراشف تاركين الغوغاء للموت.
والمثير للسخرية أننا نجد عصابة الحوثي ومن لف لفهم يتباكون، وبكل وقاحة، من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، ويتحركون بذعر خوفاً من تحرير ميناء الحديدة، ليس ذلك حباً في الشعب اليمني الذي تفتك به المجاعة والأمراض بشهادة تقارير دولية، وإنما لتستمر الحرب العبثية تفتك بالشعب اليمني وبشعوب المنطقة لسنوات طوال.
لو كان الدجال الحوثي يحرص على حياة اليمنيين وفي المقدمة أبناء تهامة، لسلم مدينة وميناء الحديدة قبل انطلاق عملية النصر الذهبي، بدلاً من توجيه ميليشياته لاقتحام منازل المواطنين والتمترس فيها، ولو كان عنده وازع ديني ووطني لما دفع بأولئك الإرهابيين من أتباعه إلى احتلال المباني العامة والتخندق بشوارع المدينة في إصرار على قتل المواطنين العُزّل واستخدامهم كدروع بشرية في حروبه القذرة مثله مثل تنظيم داعش الإرهابي..
إن عصابة الحوثي تشن حروباً قذرة على أبناء تهامة منذ أربع سنوات حولت فيها الأرض والمزارع إلى حقول ألغام تحصد أرواح الأبرياء.. والشواطئ فخختها وقطعت أرزاق الصيادين، حتى أشجار النخيل حولتها إلى متاريس للقناصة، نهبوا قوارب الصيد وصاروا يستخدمومها لتنفيذ عملياتهم الإرهابية في البحر لتهديد الملاحة البحرية.. يمارسون سياسة الأرض المحروقة في مدن وقرى الساحل الغربي لليمن وسواحله وبحره.. ومع ذلك هناك، للأسف، من ينجرون للقتال مع هذه العصابة إلى الآن على الرغم أنها أصبحت تترنح وبات سقوط الحوثية في أرض تهامة واليمن وشيكاً..
لقد خسر الحوثة الحرب في كل جبهات الساحل أمام أبطال حراس الجمهورية من المقاومة الوطنية والمقاومة التهامية والمقاومة الجنوبية، وكانت أكبر هزيمة تعرضوا لها هي معركة تحرير مطار الحديدة، والتي تعد المعركة الأشد على الإطلاق.. أما معركة تحرير الميناء وما تبقى من المدينة فلن تعجز القوات التي سحقت مليشيات الحوثي على امتداد الساحل، فهذه المعركة صارت محسومة، ولا تراجع عنها..
إن دور أبناء الحديدة مهم جداً في إنهاء هذه المعركة وعلى الشباب والمشايخ والعقال وأئمة المساجد وعقال الحارات، والتجار والنساء أن يتحركوا لتنفيذ أعمال مقاومة من الداخل للمساهمة بسرعة حسم المعركة، فتجنيب المدينة للخسائر البشرية والمادية مرهون بدورهم المساعد في تمكين المقاومة الوطنية المشتركة من تحرير الميناء والمدينة من عصابة الحوثي بضربة خاطفة وقاصمة لظهورهم..
إن خروج النساء الغاضبات في أحد أحياء المدينة قد أجبر عصابة الحوثي على نقل الدبابة والمدافع من الحي الذي يسكن فيه إلى أماكن أخرى، كما أن خروج بعض الشباب وقيامهم بطمس شعارات الحوثي ومطالبتهم بالرحيل من المدينة قد هز ثقة العصابة بأنفسهم وببعضهم البعض، إضافة إلى أن اعتراض مواطني وعقال حارات على حفر الشوارع وقطع إمدادات المياه إلى منازلهم بسبب تلك الحفريات المتعمدة قد أجبر الحوثة على وقف حفر الخنادق في بقية شوارع المدينة.. كما أن إغلاق المواطنين لمنازلهم وعدم السماح لقناصة الحوثة بالصعود للتمترس فوق أسطحها، كلها تعد من أعمال المقاومة الوطنية التي تمثل مصدر فخر لكل اليمنيين الذين باتوا يثقون أن الهبة الثورية لأبناء الزرانيق ستقلب المعادلة رأساً على عقب، خاصة وأن عصابة الحوثي تمارس أعمالاً انتقامية حاقدة بحق أبناء تهامة لا يجب أن تستمر بعد اليوم ولن تستمر.. وقد حان موعد الخلاص.