“يالنجم يالطارق”.. “ما في النجوم إلا سهيل”، و”ما في سهيل إلا نبيل”.
نجا من لغمين ومن صاروخ ولم يتراجع ولا لحظة ولا خطوة.
قال لي وهو قادم من خط المواجهة الأول مع الحوثي: كتيبتي في عيوني إلا إذا استشهدت، واليوم يقولون لي: اللغم الثالث استشهد به نبيل.
أخ لكل أفراده.. والصاحب الوليف، والمقاتل الشرس.. و”ابن الناس” الناس الذين يشعر بهم كل لحظة.. يقول: باقي معانا أكل وذولا الناس ما معهم؟ ادعوهم..
يخرج للقرى.. يختلط بالناس.. يقول لهم: اوبه لعيالكم وتوبهوا لعيالي.. يقصد أفراده.
قبل يومين، يقول له القائد: يا نبيل انتبه من الألغام.. لا تسِر إلا بمدرعتك.. فيقول: “لنا من الله ما قسم”.
في لحظة وسط صوت الرصاص وبلاغات المعركة، يقول لأفراده: بسم الله يا شباب.. جو بعدي.. لم يسبقه أحد منهم.. كان دوماً السباق.
كل خطوة يذكرهم كم يمني شرده الحوثي.. وكم مواطن أهانوه.. وكم يرون أنفسهم هم الوطن والدين والشعب وغيرهم ينكرون حتى يمنيتهم، نحن عندهم أمريكا وإسرائيل.
بصوت هادئ لا فرق بينه وقت الحرب أو الراحة: يقول لأفراده: “قاتل علَيّ أقاتل عليك، ماحد سيد على أحد”.
يكون أولهم في المعركة.. ثم يدعوهم: جو نربي من يظن أن سيده عنده أولى من وطنّا عندنا.
سمعنا صوتاً حوثياً يتحدث عن السيادة فقال: “منع الناس من سيادتهم على بيوتهم.. ويتكلم عن السيادة.. السيادة عند الحوثي هي سيادته هو علينا”.
فوجئت أنه قبل أسبوع، ولأول مرة تعرَّف على العميد طارق صالح.. لم يكن قد التقاه من قبل.
وفي أول لقاء بينهما، قال إنه ترك الجندية بعد ٢٠١١، معترضاً على ترك الجيش للأحزاب، واليوم جاء مقاتلاً مع الجيش.. وكأن اللقاء كان لقاء التعارف والوداع في وقت واحد.
استراح جسدك يا نبيل.. فمن لديه روحك يتعب جسده.
قبل عشرة أيام انفجر به لغم وقتل من كان بجواره في سيارته.. قيل له: استرح فأنت متعب، فحمل بندقيته وعاد إلى جبهته.
عاد من مطار الحديدة قبل أربعة أيام.. وحين ذهب يتفقد أفراده انفجر به لغم حوثي..
يا عبد الملك.. نبيل هذا مواطن يمني ليس له مطامع في سلطة ولا مال.. قاتل لأجل مواطنيته، ومن يحارب مواطنية الناس سيأتي يوم يتمنى لو أنه لم يكن شيئاً مذكوراً.. استشهد نبيل ووصيته لأفراده: “إن سبقتكم.. لا توطوا رأسي”..
يقاتل عبد الملك لكي يحكم.. ويقاتل نبيل وأصحابه لكي ينتصر الناس على عبد الملك..
لأجل كل بيت هتك ستره عبد الملك.. ضد كل لغم زرعه عبد الملك وجماعته..
يقاتل نبيل مواطناً.. في مواجهة الغطرسة والكبر والغرور والتسلط..
(لا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيماً..)
لسنا وحدنا المسلمين وأنتم الكفار يا حوثة، لن نقول كما تقولون، فنحن نحترم الدين ولا نتلبسه عدواناً وظلماً..
لكنكم ترجون حكماً.. ونرجو وطناً.
رحمك الله أخي نبيل السهيلي