مقالات

ما جناه الهاشميون من الحوثية

 


‏تحت تأثير ردة الفعل على فداحة ما حل باليمن، خصوصاً منذ تقدم الحوثية من صعدة إلى صنعاء، والسيطرة على عاصمة ومؤسسات دولة اليمنيين، وتحويل البلاد إلى ساحة حرب لا تبقي ولا تذر، يأتي الجدل حول الهاشمية السياسية كفكرة للمشروع الإمامي ينطلق منها الحوثي بمشروعه الذي يقود لاعتبار الحكم حقاً حصرياً له ولمن ينتمي للأسر الهاشمية أو ما يسمى “آل البيت”.


‏ولفت انتباهي، مؤخراً، ما كتبه أمين العاصمة الأسبق، أحمد الكحلاني، بإعلان “براءة”، من كل ما يمت إلى ما يمكن وصفه بمنظومة “الهاشمية السياسية”، من ادعاء حق الحكم أو الأفضلية الاجتماعية، وبغض النظر عن المضمون، فإنه أظهر كيف أن سياسياً مثل الكحلاني هناك من أقاربه من هم قيادات مع الحوثيين، مضطر لمثل هذا الإعلان، وهذا صوت بحاجة لتشجيع ولأن يقول من مثله كلمتهم بخطاب موجه للآخرين كما هو لمن بصف الحوثي.


‏وليس خافياً، ما يثار من نقاشات في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بشبكة الانترنت وغيرها، تظهر مختلف الآراء، بين من ينتقد المشروع والفكرة ويرى ضرورة فصل الفكرة الإمامية والحوثية عن الهاشميين كمواطنين انضم منهم عدد غير قليل إلى الحوثي ومشروعه مثلما أن هناك في صفوفه من أفراد قبائل مختلفة لعوامل وملابسات لا مجال لحصرها.


‏البعض الآخر، يرى أن تعرية مشروع الحوثي تبدأ من التركيز على “الهاشمية” أو ظاهرة “آل البيت” التي تدعي الأحقية بالحكم أو الأفضلية، ويصل بالبعض إلى وضع دوائر الشك حول كل من ينتسب إلى الأسر الهاشمية، واعتباره متهماً حتى إن كان ضمن الشرعية أو أي حزب، ومن هذا رأينا من يكتب ويوزع الاتهامات، بطرق مختلفة، تتطلب النقاش الهادئ والصريح.


‏هناك من المنتسبين للأسر الهاشمية ممن لعب دوراً فاعلاً بتأسيس الحركة ومسيرتها وحروبها أو تماهى معها في السنوات الأخيرة، وأولئك ساهموا بطريقة أو بأخرى بإيجاد خطاب متطرف على الضد أو حتى على مستوى التعامل، كما حصل العام الماضي بعد تعيين مدير أمن مأرب المداني وما تبعه من جدل.


‏المهم، أن نخاطب به المنجرفين للخطاب التعصبي المقابل للحوثية بتعميمه ضد “الهاشمية” أو من ينتسب لها، هو أن عليهم أن يدركوا أولاً، أن التعميم في مثل هذه الحالات، مسألة كارثية، لا تضر بالحوثي ولكن بالمجتمع والإنسان اليمني الذي يعيش ويناضل من أجل مبادئ، و”لا تزر وازرة وزر أخرى”، فمن يقترب من الواقع ويبتعد عن النظريات سيجد الجزء الآخر من الصورة وهو كم الأسر المنتسبة لـ”الهاشمية” والمتضررة من الحوثية وأن اليمنيين سواء، حتى المستفيدين مؤقتاً من الحوثي.


‏عاش اليمنيون عقوداً قبل السنوات الأخيرة كادوا أن ينسوا خلالها أي من التصنيفات، وأصبح الهاشميون كغيرهم في مختلف المحافظات، استفاد واستقر كثير منهم فيما مضى من السنوات، لكن الحوثية، جاءت إما لتستقطب أفراد بعض الأسر الهاشمية وتحولهم إلى صور قتلى في الشوارع، وأعرف الكثير من المنتسبين لأسر، كما يقال لـ”آل البيت”، وأغلب أفرادها لا يرون الحوثية، إلا كما يراها بقية اليمنيين، حتى من لم يشعر من “الهاشميين” بفداحة ما حل بهم، بسبب الحوثي، سيدرك ذلك ولو بعد حين، والخطاب هنا موجه أيضاً، لمن لا يزال مع الحوثي منهم، بأن يدركوا أن لا حل إلا بيمن للجميع.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى