فكر استعماري

 


أحاديث مسؤولين أميركيين بارزين كوزير الخارجية مارك بومبيو والجنرال جوزيف فوتيل قائد القياد المركزية الأميركية عن الدور الإيراني التخريبي في منطقة الشرق الأوسط وتسببه في زعزعة أمن واستقرار المنطقة وعملها الدؤوب على إحداث الفوضى عن طريق خلط الأوراق وعبر أذرعها العسكرية في سورية واليمن والعراق، تلك الأحاديث تنبئ عن نوايا أميركية حقيقية لكبح جماح المخطط الإيراني التوسعي، الذي تسبب في خراب واسع لتلك الدول عدا التحركات في قارات العالم خاصة أفريقيا وأميركا الجنوبية وهذا ليس ادعاءً بقدر ما هو مثبت وموثق.


أنشطة إيران التخريبية في المنطقة والعالم ليست وليدة اليوم، ولا هي بجديدة بل إنها بدأت مع ثورة الخميني العام 1979 عندما أقر مبدأ (تصدير الثورة) متخذاً من تشي غيفارا الذي كان يؤمن بـ(الثورة العالمية) وتحرير الشعوب من الاستعمار مثالاً، وكأن الخميني (استلهم) فكر غيفارا، ولكنه استخدمه بصورة عكسية، فبدلاً من تحرير الشعوب رأى تصدير الثورة لاستعباد الشعوب، وهذا أمر واضح جلي في فكر النظام الإيراني من خلال الممارسات التي يقوم بها، وما تصريح (سقوط أربع عواصم عربية في أيديهم) إلا مثال واضح على أن استعباد الشعوب فكر راسخ في منهجه السياسي.


والأمر ليس منوطاً فقط بإجراءات أميركية مضادة للنهج الإيراني، وإن كانت غاية في الأهمية، بل هو مسؤولية دول العالم لوقف النشاطات التخريبية لهذا النظام الاستعماري الذي لم يسلم منه حتى شعبه، وما الثورة الحاصلة في إيران الآن ضد النظام إلا واقع يحكي استبداده وطغيانه وديكتاتوريته المطلقة على شعبه، فكيف بنا بالشعوب الأخرى؟.


 

Exit mobile version