رسائل طارق صالح في عَظَمَة المشهد
حملت كلمة العميد طارق محمد عبدالله صالح، قائد المقاومة الوطنية – والتي ألقاها، السبت، أمام دفعة جديدة من مقاتلي المقاومة الوطنية الذين انضموا لجبهات القتال في الساحل الغربي – رسائل كثيرة ومهمة.. كما أن مضامين الكلمة وما حملته من إجابات لأسئلة كثيرة جعلتها تتصدر الأولوية في وسائل الإعلام العربية والعالمية، وتكتسح بشكل غير مسبوق شبكات التواصل الاجتماعي.. فعلاً هي كلمة مزلزلة.. لأنها تلقائية وألقيت في ساحة أخطر معركة يخوضها الشعب ضد عصابة الحوثي الإيرانية..
ففي وسط حشود كبيرة من حراس الجمهورية وفي وضع استعداد قتالي، وقف البطل العميد طارق صالح شامخاً وبثقة عالية ليوجّه رسائل ثورية صادقة للمقاومة الوطنية في كل ميادين الشرف في مختلف مناطق اليمن، في تأكيد على أهمية النضال الوطني في هذه المعركة المقدسة والمصيرية لشعبنا وأمتنا.. إضافة إلى توجيه رسائل سياسية وعسكرية وإنسانية، رسائل للداخل والخارج.
هذه المرة جاءت رسائل العميد طارق صالح ولها، كما يُقال، طعم آخر.. ودعوني أتناول بعضها: لقد تعمد طارق صالح أن يقول كلمته وهو يستقبل في الميدان عشاق الحياة.. أبطال التحرير.. بينما نجد الحوثة أصبحوا يستقبلون جثث المئات من قتلاهم الذين يلقون حتفهم في الساحل الغربي.. وفي وسط الميدان يقف بثقة وشموخ القيل اليمني الأصيل، ويخطب وسط آلاف المقاتلين، ولا تنتشر حوله حراسات أو أنه يقف وراء زجاج ضد الرصاص، على عكس أولئك الدجالين الذين يلقون خطبهم من جوار الخفافيش بالكهف الملعون.
واضح أنه من خلال المكان والمناسبة استطاع أبو عفاش أن يرفع المعنويات لدى شعبنا مائة في المائة، عندما ظهر وحوله يلتف صفوة المقاتلين اليمنيين.. إنه في أرض المعركة لم يغادر المتاريس.. يكفي في هذا المشهد أن يثير رعب أعداء شعبنا في الداخل والخارج.. ليس ذلك فقط، بل إن المشهد يكشف عن رسائل عظيمة تربطه بالشعب الذي يرفده يومياً بخيرة أبنائه.. وبالمقابل نجد أن عصابة الحوثة صاروا يعيشون هزائم يومية وانهيارات متواصلة، وأصبحوا يزجون بالأطفال والمساجين في المعركة، كما يقومون بالتحرك ولم يتركوا بيتاً أو قرية إلا وهم يبحثون عن من يقاتل معهم، في تأكيد صريح على رفض الشعب اليمني لهم.
حتى أمس ألفت أبواق العصابة أن تروج عبر حوثي تافه وعنصري نتن مزاعم أن حراس الجمهورية هربوا وتركوا طارق عفاش وحيداً.. يقولون ذلك ببجاحة ويصرون على محاولة تضليل السذج، على الرغم أنهم قد أصبحوا يلغمون أبواب منازلهم في صنعاء وصعدة.. واليوم وبعد عظمة الصورة ودلالات المشهد ليس أمامهم إلا العودة إلى جحورهم وتغيير أسمائهم..
تحت أشعة الشمس الحارة وهبوب الرياح المحملة بالرمال المحرقة، وقف الفارس اليمني شامخاً وكبيراً وهو يعيش تفاصيل هموم شعبنا اليمني المظلوم وبقلب وعقل عفاشي صادق الوعد والعهد يقول قوله الفصل: (الحياة واحدة.. لن نعيشها إلا بكرامة).. ويجدد العهد لشعبنا بمواصلة القتال من أجل حرية اليمن واليمنيين حتى عودة الناس إلى بيوتهم، مؤكداً (أن دماء شهداء المقاومة الوطنية لن تذهب هدراً). هذه هي مدرسة القيل اليمني العظيم الشهيد علي عبدالله صالح عفاش رحمة الله تخشاه..
واضح أن قائد المقاومة الوطنية خص هذه القوات الملتحقة بجبهة الساحل الغربي بكلمة، لأن لديه رسائل وأراد إيصالها وهو مرتدي الزي العسكري من وسط حشود القوات التي أكملت التدريب على المهارات القتالية النوعية المختلفة، ووصلت للالتحاق بجبهات القتال.. ففي هذا المشهد رسائل تأكيد على أن قرار تحرير الحديدة وكل اليمن هو بيد أبطال المقاومة في كل مناطق اليمن فقط.. وأن بيادات هؤلاء الأبطال هي التي ستقضي على مؤامرة عصابة الحوثي الكهنوتية الإيرانية.. فهذه القوات خرجت ولن تعود إلى ثكناتها إلا بعد استعادة نظامنا الجمهوري ودولتنا المختطفة.. وقد بين بشكل صريح زيف الحوثي (الذي يقول إنه يرفع شعار الموت لأمريكا، واليوم يتوسل إليها التدخل لحمايته، مستعداً لتسليم الميناء للأمم المتحدة).
الكلمة احتوت على مضامين وطنية أشمل وأهم بشأن نضال شعبنا ضد عصابة الحوثي.. ومع ذلك وجدت أنه من الأهمية أن أتناول بعضاً من تلك الرسائل في هذه العجالة..