مقالات

طيور الظلام على أشكالها تقع

 


فرق بين الانتماء إلى طائفة والانتماء إلى الطائفية، ويحق للفرد، بسبب من إرثه أو اختياره، أن يكون ما يكون، فهو ليس ملوماً ولا يتصور أن يكون محلاً للمساءلة لو كان مسلماً أو مسيحياً، سنياً أو شيعياً أو غير ذلك، فذلك يدخل في صميم العقيدة الخاصة والحرية المحترمة، لكن على المسلم والمسيحي والسني والشيعي الابتعاد عن التفسير الطائفي لحوادث السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع، وألا ينطلق في خياراته ومساراته وغاياته من كونه من هذا الدين أو ذاك، وهذا المذهب أو ذاك، وفيما قدمت دول وتيارات نماذج يحتذى بها في مواجهة الطائفية البغيضة، ودولة الإمارات في هذا المقام مثال يحتذى، منذ بادرت مبكراً إلى نشر قوائم الإرهاب بغض النظر عن جنس أو جنسية أو عرق أو دين أو مذهب المعنيين، ومنذ سنت التشريعات لمواجهة وحش التطرف والطائفية والإرهاب، وأصدرت المرسوم بقانون الرقم 2 لسنة 2015 بشأن مكافحة العنصرية وازدراء المذاهب والأديان، جسدت الأنموذج النقيض دول مثل إيران، وتيارات مثل تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، وتنظيم «داعش» الإرهابي، وما يسمى «حزب الله» الإرهابي.


لقد عاث ما يسمى «حزب الله» فساداً في لبنان، ما عكر الأمن وعطل قيام الدولة اللبنانية بواجبها المحتم تجاه الاستقرار والتنمية، باعتبار هذا الحزب الطائفي البغيض دولة داخل الدولة، وامتد خطره وأثره إلى بعض دول الخليج، فيما كان له حضوره في خراب اليمن عبر جماعة الحوثي وأطماع إيران التوسعية، فهذه حقيقة أكدتها التجربة المشهودة والمعيشة،والرسالة شديدة اللهجة التي بعث بها وزير الخارجية اليمني خالد اليماني إلى نظيره اللبناني جبران باسيل، المتضمّنة احتجاجاً على ممارسات «حزب الله» الإرهابي وتورّطه في الحرب التي تخوضها جماعة الحوثي، المرتبطة بالمشروع الإيراني في اليمن، تعبير عن تراكم ضخم من التدخلات التي يقوم بها الحزب في إذكاء الصراع، غير أن التأكيد يأتي اليوم من جديد عبرمندوب اليمن لدى الأمم المتحدة،والذي أكد أن الحكومة اليمنية أبلغت الأمم المتحدة بالتدخلات السافرة لميليشيات «حزب الله» في اليمن، وطالبت بوقفها.


الميليشيات تعرف بعضها بعضاً جيداً، وطيور الغفلة والتخلف والظلام إنما تقع على أشكالها، ومن أشكالها نظام قطر المتواطئ مع «الإخوان المسلمين» من جهة، وكل من جماعة الحوثي الإيرانية وميليشيات ما يسمى «حزب الله» من جهة ثانية، وأقطاب محور الخير والتنوير في المنطقة تعرف بعضها بعضاً جيداً، وتعمل معاً، بقوة وثقة، نحو تطويق الأطماع الإيرانية، والقضاء على وجود تنظيمات الإرهاب في اليمن، وعلى رأسها جماعة الحوثي وميليشيات «حزب الله» و«القاعدة».


وعلى رأس أهل كوابيسها تدور الدوائر، فها هو الكونجرس الأمريكي، عبر إحدى لجانه، ينبه إلى خطورة تنظيم الإخوان المسلمين الذي ترعاه، عربياً وعالمياً، قطر، حيث يشكل تهديداً على الأمن القومي الأمريكي، مع المطالبة بوضعه وجميع منتسبيه على قوائم الإرهاب، أسوة بما حدث خصوصاً في الإمارات والسعودية ومصر.


زمن تكشف الحقائق ليس غير، وزمن مفترق الطرق بامتياز، ومرحلة الفرز الكبرى نحو مستقبل أفضل للأوطان والشعوب، فيما المتاهة تضيق الخناق على قوى وميليشيات الشر التي باتت قلقة ومؤرقة بِمَا يتحقق على الأرض بين انتصارات اليمن بمشاركة إماراتية فاعلة، ونجاح الوساطة الإماراتية بين إثيوبيا وإرتيريا بما يضمن أمن واستقرار هذا الجزء المهم من إفريقيا والعالم. الإمارات حاضرة كل هذا الحضور هناك، فيما تنفق قطر جهدها ووقتها ومال شعبها في محاولة تشويه صورة دولة أحرزت في كل ميادينها قصب السبق، ولقد عد من المبكيات المضحكات أسلوب تغطية قناة الجزيرة الإرهابية للمصالحة الإثيوبية الإرتيرية، حيث تمت، وبإصرار عجيب، من زاوية واحدة فقط: ألا يكون للإمارات دور.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى