يكفينا من الحياة سبلتها!!

 


واضح من خلال طريقة عيشنا في اليمن، أن الحياة تعبت مننا صراحة وأنها تعمل كل ما بوسعها للتخلص منا بأي طريقة كانت، لأننا أصبحنا عالة عليها وعبىء ثقيل على الدنيا.


وفي كل يوم تستيقظ الحياة من نومها وعندها كامل النوايا للهرب منا ألف متر، وإحنا متشعبكين بسبلتها ومستميتين بالإمساك بها، ومش كفاية يعني أن إحنا أمة تعيش في ذيل العالم، تزيد الحياة تستكثر علينا سبلتها؟ هذا قدو جنان والله.


صح ما عد فيش معانا دولة، ولا حكومة ولا جيش نتركى عليه، ولا عد معانا على الخارطة حتى وطن متماسك يمكن له في لحظات التعب والخوف من المجهول أن يأوينا جميعاً، وأصبحنا نعيش أيامنا كلها أشبه بحياة الطرائد الشريدة والملاحقة من كل اتجاه، ولكننا وعلى الرغم من كل ذلك، لا زلنا حتى هذه اللحظة، شعب يقاوم كل السفالات عشان يعيش ولو في سبلة الحياة.


أعرف جيداً أن الحياة ملت من طريقة عيشنا فيها وكل يوم وهي تتحجج لنا بموضوع جديد عشان نقنع منها ونموت.. يوم تتحجج لنا بالحرب، ويوم تتحجج لنا بالإنفلات الأمني، ويوم تتحجج لنا بالأوبئة، ويوم تتحجج لنا بغلاء الأسعار، ويوم تتحجج لنا بانهيار الريال مقابل سعر صرف الدولار، ويوم تتحجج لنا بالغاز ويوم بالبترول ويوم بالكهرباء ويوم بالرواتب، وإحنا شعب عنادي، ممسكين بـ «سبلتها»، ويا أحنا يا هي. وسنظل هكذا مستمرين في عنادنا ونرفض أن نترك الحياة تمشي من دوننا، ولو كلفنا ذلك الصراخ في كل زغط وفي كل واد وفي كل محفل.


مشكلتنا مع الحياة عويصة على أية حال


وكل يوم يمر علينا أصبح أسوأ من سابقه


وكل سلطة جديدة تأت الينا تصير بشكل تلقائي أسوأ وألعن من التي قبلها،


ولكن ومع هذا كله إحنا أصبحنا شعب لا يطمح حالياً بأكثر من السبلة. لا نشتي رفاهية ولا نشتي كريم كراميل ولا نشتي ملوخية بالأرانب، نشتي نتخارج بس من هذه المحنة وإحنا «سلم».


وفي واقع الحال، إنه لا ينبغي لفرصة الحياة التي خلقها الله لجميع البشر أن تتغنج علينا أكثر، وأن ترهقنا بهروبها منا أكثر مما قد إحنا مرهقين أصلاً.


موقع العربي


 

Exit mobile version