رسائل قبائل صعدة للحوثيين

 


رجال صعدة بشيوخها ورجال قبائلها قالوا كلمتهم في مؤتمر صحافي شاركوا فيه مع المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية، فهم جددوا التأكيد على أن جماعة الحوثي كابوس جاثم على صدور أبناء صعدة، الذين تدعي الجماعة أنها تمثلهم، تماماً كما هو حالها مع اليمنيين كافة، وأثبت رجال صعدة الذين يشكلون فسيفساء المحافظة بكافة قبائلها ومناطقها، أن الحوثيين جماعة طارئة مصيرها حتماً إلى زوال، لأن ما تقوم به من سلوك يتنافى مع عقيدة اليمنيين، الذين تعايشوا مذهبياً مع بعضهم بعضاً لقرون من الزمن، ويريد الحوثيون إعادة فرزهم من جديد على أسس مذهبية وطائفية.


فضح مشايخ وأعيان قبائل صعدة ممارسات الحوثيين في محافظتهم، التي تمثلت في زج أبنائها في صراع عبثي لا يخدم سوى الأجندات الخارجية، خاصة المرتبطة بإيران، التي تهدف من وراء تدخلها إلى خلط أوراق الصراع الداخلي باللعب على وتر الطائفية، وهو ما يظهر جلياً في المناهج الدراسية، التي أعاد الانقلابيون كتابتها بما يتوافق ومشروعهم المذهبي المتعارض مع الاعتدال الذي ميز اليمنيين، قبل أن يظهر الحوثيون بخطاب استفز معظم شرائح المجتمع.


لهذا لم تكن تصريحات مشايخ قبائل صعدة مستغربة، فقد أكدت المؤكد، وهو أن مختلف شرائح اليمن ترفض المشروع الذي تحاول جماعة الحوثي تسويقه وتكريسه في المجتمع وفرضه بقوة السلاح، فالجماعة عرفت بتنصلها عن كل التفاهمات الداخلية منذ الحروب الست التي خاضتها ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ولاحقاً ضد الرئيس عبدربه منصور هادي، وانقلبت على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، التي تدعو إلى تنحية السلاح في الصراعات السياسية.


حديث مشايخ صعدة وقبائلها تجديد للتمسك بهوية اليمن العربية التي يعمل الحوثيون جاهدين لطمسها لصالح المشروع الإيراني، القادم من خارج الحدود، فقد أكدوا في مواقفهم أن صعدة تقاوم للبقاء على عروبتها والميليشيا التابعة لإيران لا تمثلها، كما أنها لا ترضى بالتدخل الإيراني، ولا تريد تواجد أي أجندة لها في اليمن، وأن صعدة يمثلها أبناؤها بعاداتهم وأخلاقهم وأعرافهم الحميدة المعروفة، التي ترفض الانجرار خلف مشاريع تؤسس لصراعات مذهبية، كما هو حاصل اليوم في سلوك جماعة الحوثي.


يدرك الحوثيون أنهم غير قادرين على كسر شوكة اليمنيين وتثبيط عزائمهم والتغلب عليهم عبر صراع سياسي تقليدي، لهذا لجأوا إلى تنفيذ مشروعهم عبر العزف على وتر المذهبية والطائفية، ومن أجل هذا الهدف سخروا إمكانياتهم الداخلية والخارجية، من خلال الاستعانة بإيران و«حزب الله» لتنفيذ ذلك، إذ تؤكد المعطيات كافة أن النجدة الإيرانية للحوثيين لم تتوقف منذ ما قبل استيلائهم على السلطة في سبتمبر/ أيلول من عام 2014، وحتى اليوم، بل إن الدعم ازداد بشكل أكبر بتسخير الإمكانيات التي يمتلكها «حزب الله» في تطوير قدرات الحوثيين في الداخل والخارج، وهو أمر لم يخفه زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، الذي أكد في خطاب ألقاه قبل أيام ارتباطه التام بالمشروع الإيراني عبر الإشادة بدور طهران في ما يسميه «محور المقاومة»، الذي لا يعني سوى محور الشر المتربص بالعرب بأدوات إرهابية تنشر الخراب في كل المنطقة العربية.


 


 

Exit mobile version