عن طارق عفاش..
يحرص طارق عفاش، وفي كل خطاباته أمام قواته من المقاومة الوطنية على القول: إن ليس لليمنيين من عدو إلا الحوثي، وهو محق في ذلك.
فخلافات اليمنيين مع بعضهم يمكن تصنيفها كخلافات سياسية يمكن حلها من خلال النظام الجمهوري الديمقراطي، والتعددي. أما الخلاف مع الحوثي فهو خلاف وجودي، وهو يرى نفسه وطبقته فوق الناس وأحق بحكمهم بدعاوى كهنوتية من عصور الظلام.
الاحتشاد ضد الحوثي وتوحيد الجهود ضده، يجب ألا يقلل من قيمته أي شيء، بما في ذلك الخلافات السياسية القائمة بين الأطراف السياسية التي تعترف بالشرعية أو تلك التي لا تعترف بها.
فكما قبلت الشرعية بالقوى الجنوبية التي قاتلت الحوثي وهي لا تعترف بها، يمكن تفهم ذات الأمر مع القوى التي تتجهز لقتال الحوثي في الشمال.
وجود التحالف العربي كراعٍ للشرعية وللأطراف السياسية من خارجها عامل مساعد على تنظيم الخلافات بين اليمنيين وصولاً للتخلص من الحوثي، ولما بعده أيضاً.
يسعى الحوثي إلى تمثيل الشمال، وإن تطلب الأمر، باعترافه، إلى تمثيل المرتفعات الجبلية الزيدية، إلا أن وجود المقاتلين من أبناء هذه المناطق في الجيش الوطني بمأرب، والآن في المقاومة الوطنية في تهامة يسقط عنه هذه الدعوى، ويعجل من سقوطه كذلك.
فاستعادة التوازن السياسي والعسكري في البلاد وفي العمق منه أسرة عفاش وما تمثله من مصالح لقوى مجتمعية متعددة أمر لا يمكن إغفاله من حسابات التحالف العربي، ومن حسابات القوى الدولية المؤثرة.
من مصلحة اليمن الترحيب بأي جهد يعجل من التخلص من الحوثي، وعلى العكس من ذلك ليس من مصلحتها أي فعل أو جهد قد يطيل من بقائه..